رواية قلوب محرمة على النسيان -13
تراه سوق الحسا مهوب اللاند مآرك والا فيلاجيو .." ابتسمت ساره .. " يا حظس بقلبس البارد بس .." ردت عليها مها وصدت عنها .. " بتجين معي ..؟؟" سألتها سارة وهي تعدل نقابها .. " لأ .. مانابجايه روحي لحالس .." ردت مها وسكتت عنها وعيونها تدور في السوق عساها تلمح خياله .. عدلت سارة عباتها ونزلت لسيارة بيت عمها وعيون أختها تتبعها .. تضايقت مها من القعده وجننتها الجوري تبي تنزل من السيارة .. عطتها فاطمه وقالت لها " انزلي معها وخلكم حول السيارة لا تبعدون " .. نزلت الجوري وهي تضحك مع فاطمة وكانوا يدورون حول السيارة تحت شمس الشتاء الدافية .. وقت الضحى العود بين الناس اللي في السوق ..
سرحت مها تفكر .. يعني ولا همه يجي ينشد حتى عن الجوري وهم مسوي عمره يحبها ؟؟.. ولا هان عليه حتى يرسل مسج واحد يتطمن علينا وصلنا والا ما وصلنا .. متقلب هالأنسان ما ينعرف له .. مره أحسه مهتم فينا صدق ومرات ...!!! بس هو فعلا يهتم والا نسيتي وقفته معس يوم الجوري مريضة ؟؟.. انتفض قلبها يوم تذكرت اللي صار في المستشفى .. غمضت عيونها وتنهدت بصوت حسته وصل آخر الدنيا من الألم اللي فيه .. بدت عيونها تحتر من حرارة الدمع اللي حبسته في عيونها خوف أحد يشوفه وخوف اللوم .. لوم نفسها قبل ما يلومها أحد ثاني .. لأنها مالها حق تحلم ولا لها حق تتأمل بيوم أنه بيكون لها .. وفوق هذا كله بيظل أسم أخوه بينه وبينها .. حتى هي ما تتجرأ تنساه .. سرق منها السعادة وهو موجود .. وسرق منها الفرح لباقي العمر بعد ما توفى .. وحرّم عليها الأحلام .. اللى جبرها النصيب تعيش معها بس محرومه تذوقها .. ماجد لها وبنفس الوقت مهوب لها يا قربه ويابعده بنفس الوقت .. وياحرقة القلب جنبه ..
" ماما .." توعت على صوت الجوري يناديها من قريب .. فتحت عيونها غصب وغافلتها الدموع اللي حجزتها ورا جفونها .. ونزلت مندفعه مثل الأسير اللي أطلقوا سراحه .. التفتت على بنتها لا شعوريا .. لكن الجوري ماكانت بيد فاطمة .. كانت بيد ماجد اللي وقف يطالعها مثل التمثال .. تجمدت مها حتى ماقدرت ترفع ايدها تمسح عيونها .. تجمدت لأنها اشتاقت لصورته ولملامح وجهه المحفورة في قلبها .. خافت تمسح عيونها وتختفى صورته ماقدرت الا أنها تحاول تسرق كل تفاصيل هالوجه الحبيب لقلبها وتغمض عليها ..
مرت لحظات السكوت ثقيلة لكنه ما تكلم .. مدّ لها الجوري من الدريشة وراح .. مثل الطيف صدّ وتركها لحالها .. قعدت بنتها بحضنها تسولف عليها ومها غايبه عنها بعالم ثاني .. تمنت تشوف نظرته اللي حجبتها عنها نظارته الشمسية .. شفايفه كانت مزمومه بتوتر .. عوارضه ثقيله على غير العادة بس معطيته جاذبية .. بس تفاصيله كانت تعب .. وجهه مو مثل ما كانت خابره شكله تعبان .. بس ليش ما كلمها .. ولا سلم عليها ؟؟ مهما كان هي .. هي وش ؟؟ بنت عمه .. وخير يا طير .. مرته ؟؟ وهو اختارها بكيفه ؟؟ هواجس عصرت قلب مها كل ما زادت .. وما انتبهت الا يوم ركبت سارة السيارة جنب أختها ..
::
::
::
مشى وهو مدنق .. فكّ غترته وتلطم بها .. ضاقت به الدنيا .. كان جاي يبي يشوفها .. مشتاق يسمع صوتها الواطي لما ترد عليه .. صوتها الخجول لما يحرجها .. لمعة عيونها وهى تطالعه .. وخذا الجوري حجه عشان يجيبها لها يوم شافها مع الشغالة .. شل الجوري وجا وقف قدام بابها توقع ترفع عيونها له وتسلم عليه .. ويسألها وش سوت في غيابه .. بس تفاجأ أن الأخت سرحانه ولا همها هالصنم اللي واقف جنب الدريشة ولا حتى حست فيه .. للدرجة ذي ما يهمها ؟؟ والمصيبه يوم انتبهت أنه واقف وجا بيهاوشها صدمه منظر الدموع اللي نزلت من عينها .. هالبنت مهوب طبيعية ابد .. كل ماشافها لأنها تبكي ؟؟ فيها شئ .. فيه سر بحياتها ولازم يعرفه .. كسرت قلبه نظرتها وهي تلتفت له .. واختفى كل الكلام اللي كان مجهزة .. ماقدر يتكلم حتى .. خاف تفضحه نبرة صوته وتبين اهتمامه كره نفسه وكره ضعفه قدامها .. وكره مها أكثر منهم ..
" جبت لس الأخبار .." قالت سارة .. " وش أخباره .." ردت مها بهّم .. " شوفي يا ستي .. الشيخ ماجد كان مريض .." وسكتت تبي تشوف ردة فعل أختها .. مها دنقت يوم رجف قلبها .. وحاولت ماتبين خوفها .. " ليه وش فيه ؟؟ .." سألت بهدوء .. " يعني ولا كأن قلبس وقف يوم قلت لس " ونغزتها سارة بكوعها في جنبها .. " اخلصي علي قولي والا اسكتي .." ردت مها .. " زين زين بأقول .. كان فيه حرارة وسخونة .. شكله برد .. من عقب ما مشينا أول أمس وهو مريض وما طاب الا اليوم .." قالت لها سارة .. " ما يشوف شر .." ردت مها وسكتت ..
" على فكرة .." قالت سارة بتردد .. " روضة تقول أن القسم اللي يبنيه ماجد لكم خلص .." وسكتت كانت سارة تدري أنها قطت قنبلة على مها .. " أي قسم ..؟؟ " التفتت مها على أختها اللي كانت عيونها تبرق من ورا النقاب .. " ما أدري .. بس تقول أن ماجد بنى لكم قسم برا الفله حقتهم منفصل عنهم وقال لهم أن المهندس كلمه وقال له أن القسم خلص ويبيه يجي يشوفه عشان التشطيبات النهائية .. وهذا اللي خلا ماجد يستعجل الرجعه وهو مريض .. وقالت بعد .." وسكتت شوي تبلع ريقها " أنه يقول أن عرسكم قريب " .. مها تجمدت نظرتها .. حست أن فيه أحد صب عليها ماي مثلج .. كانت تسمع كلام سارة وماتدري عن أي قسم تتكلم .. يبي يعزلها عن أهله .. معناه للحين شكه فيها موجود .. طيب دامه يشك فيني ليش خذاني ؟؟.. ما يكفيه طردني من البيت بعد موت أخوه .. هالمره يبي يدفني بالحياة وتحت عيونه .. رنّ في راسها كلمة ( عرسكم قريب ) ما قدرت تتخيل أن هالشي ممكن يتحقق .. صحيح هي زوجته .. بس ماعمر جا في بالها ولا فكرت أنه في يوم بيجمعهم مكان واحد .. كان الموضوع مثل الحلم .. أو سالفة عناد وانتهت .. واللحين صار لهم عرس ولا قريب بعد !!! .. برغم الكره والشك اللي مالي قلبه صوبها .. أي حياة هذي اللي بتعيشها معه ؟؟؟
بردت أطرافها وحست بلوعة .. مدت الجوري لأختها ومسكت راسها ونزلته تحت .. سارة تروعت عليها " مهوي وش فيس .. مهوي وش يعورس .." كان صوت سارة يرتجف وهى ماسكه أختها بيد والجوري باليد الثانية .. " مافيني شي .. بس حاسه بلوعة .." ردت مها بصوت ضعيف .. عطت سارة الجوري فاطمة اللي كانت قاعده في الكرسي اللي ورا ومدت يدها لراس أختها ورفعت نقابها عشان تتنفس عدل .. " تبين ماء بارد .." نشدتها بخوف .. " ايه .. " ردت مها بصوت خافت .. مدت لها سارة بيالة فيها ماي بارد .. " فاطمة وين غرشة مال ماي حق ماما مال مكه ..؟؟" التفتت سارة تنشد فاطمة .. اللي مدت لها مطارة ماي زمزم كانت لأمها .. خذتها سارة ورشت على وجه أختها من الماي وتشهدت عليها.. غمضت مها عيونها وحست أن اللوعة خفت بس مسكها صداع قوي .. طلبت بندول من أختها .. وسكرت الدريشة المغيمة عشان ترفع راسها وتنزل النقاب وخذت لها شيلة وربطت راسها بقوة وغمضت واسندت جبهتها على قزاز الدريشة البارد .. نادتها سارة ولا ردت عليها أختها .. خافت وارتبكت وماعاد عرفت تتصرف .. طالعت بعيونها برا السيارة يمكن تشوف أمها وأبوها بس ماكان حولها أحد .. نزلت من السيارة وهي مثل الضايعه بين أختها اللي ماتدري وش بلاها وبين أمها وأبوها اللي لهم قريب الساعه ما بينوا .. انتبه ماجد لسيارة عمه وشاف تصرف سارة مهوب طبيعي .. ترك اللي في ايده وجاها " عسى ماشر وش فيكم ..؟؟" نشدها وقلبه قارصه .. " مها تعبانه وأبوي مهوب هنا .." ردت ساره وصوتها يرجف من الخوف .. " وش فيها .." سألها بتوتر .." ما ادري مسكت راسها تقول يعورها وغمضت ما ترد علي .. " كانت شوي وتبكي .. خذا ماجد جواله واتصل على عمه .. صاح الجوال في السيارة قدام .. ما كان فيه حل قدام ماجد الا أنه يشوفها بنفسه .. " زين اركبي وأنا بأروح لها من الباب الثاني .." قال لها وهو يلف من قدام الموتر .. " زين .." ركبت سارة جنب أختها .. ودار ماجد حول السيارة وقلبه يدق بجنون .. فتح الباب من صوبها شوي شوي .. حس فيها طاحت عليها بمجرد ما انفتح الباب .. مدت سارة يدها تمسك اختها .. فتح ماجد الباب على وسعه عقب ما مد ايده ومسك جسم مها البارد بيد متجمده من الخوف .. سمّى عليها وخذاها بحضنه وضربها على وجهها .. " مها .. مها .. قومي فديتس .." كانت سارة تبكي بدون صوت ..
شاف شفايفها البيضا و وجهها المبلل الشاحب .. مسك يدها لقاها مثل الثلج .. وحس بتنفسها يتردد ضعيف .. " مها .. مها .." ناداها بصوت خافت شك أنها سمعته .. فتحت عيونها بشويش كانت نظرتها زايغة ومو مركزة على شي ورجعت غمضت .." هي كلت شي من الصبح .. " سأل سارة .. " لا شربت لها فنجال قهوة بس .." ردت عليه ساره بين دموعها .. " ماعليها شر شكل ضغطها نازل بس .. خليها عندس بأروح أجيب لها شي وبارجع .." وشوي شوي رد جسم مها اللي كان مرتمي على صدره صوب أختها وسكر الباب .. وكان الود وده يضمها لصدره ويركض فيها ..لف ماجد وراه يدور أقرب بقالة وراح لها يركض وشرى لها عصير طمام وكيسة ملح وغراش ماي بارده ورجع لها بأسرع ما يقدر كان يتمنى بس يطوي المسافة بينه وبينها .. وصل السيارة ودق على الدريشة ينبه سارة انه بيفتح الباب .. فتح الباب وكانت مها مرجعه راسها على الكرسي ورا وكانت واعيه بس بحالة ضعف ودوخة .. التفتت له بعيون زايغه نزل كيسة الأغراض عند رجيلها بعد ما طلع لها علبة عصير فتحها وحط معها شوي ملح ورجها عدل .. مد يده ورا راسها وقرب العلبة من اثمها .. " أنا بخير .." قالت بصوت ضعيف .. مارد عليها ماجد واسقاها العصير المالح شوي شوي .. بدا يرجع اللون لوجهها وشفايفها وبدت ترفع ايدها لوجهها بارتباك توها تنتبه أنها بدون نقاب .. نزلت عيونها وراسها منحرجة منه " خلاص .. أنا بخير .. " كررت الكلام عليه .. " متأكدة .." سالها بتردد .. " ايه مشكور .. الله يرحم والديك .." ردت وهي تحاول تغطي وجهها بس مهوب عارفه شلون .. " متأكده .. ماتبين مستشفى .." رجع يسألها وده يطول وقفته جنبها .. " لأ ما فيه داعي .. " حسها تمللمت من ايده اللى ورا راسها .. سحبها بشويش وسحب معها خصلة من شعرها طلعت من تحت شيلتها .. ردها بلطف تحت الشيلة وهو يتحسسها بنعومة .. " لو تعبانه نقدر ناخذ فندق ونرتاح .. " حاول يقنعها وايده بعدها ورا راسها .. " لا جعل ربي يعطيك العافية ماله داعي .." ردت عليه مها وهي تحاول تنسى احساسها بيده على رقبتها .. " زين .. محتاجة شي بعد .." سألها وهو يشوفها منحرجة .. " سلامتك .. " ردت ودنقت راسها .. طالعها شوي ورجع التفت لسارة " خليها تاكل شي خفيف ولا تكثر عشان ما تحس بلوعة .." وصاها عليها .. " ان شاء الله .. ما قصرت الله يعطيك العافية " ردت عليه سارة .. التفتت عليه مها وهو يسكر الباب .. وغامت عيونها بالدمع .. وبكت بصوت مكتوم .. دمعت عيون سارة على أختها وضمتها لصدرها وبكت معها وبكت وراهم الجوري يوم راح ماجد ولا عبرّها .. تمددت مها على الكرسي وهي تمسح خشمها وحطت راسها على رجل أختها وغمضت .. وخذتها الأفكار بعيد .. لعمر مرّ من ثلاث سنين تحسها اللحين ثلاثين سنه .. يوم تزوجت من منصور ..
::
::
رجع ماجد لسيارتهم وكان صداعه بدا يشتد .. ماتخيل أنه بيخاف على مها هالشكل .. بس شكلها كان يخوف لكن الحمدلله أن الموضوع ضغط دم نازل والا الله العالم وش كان بيسوي لو ما فاقت .. ركب السيارة وسمع صوت همس وراه وبعدها سكون .. " رويض صبي لي بيالة قهوة راسي يعورني .." كلم أخته بدون ما يلتفت عليها وهو يضغط بيديه على راسه وينزل غترته وطاقيته .. " ان شاء الله .." دنقت روضة على الدلال تطلعها .. " عسى ماشر .. وش فيهم بيت عمي .." سألت نوف بسخرية .. تنهد ماجد كنه ناقص تمقت نوف ذلحين .. نغزتها روضة في جنبها عشان تسكت .. " مافيهم شي .." رد بطولة بال ما كانت موجوده عنده أصلاً .. التفتت نوف لأختها وكملت كلامها لماجد " مافيهم شي وانت تركض في السوق رايح جاي لهم ..؟؟" .. قرصت روضة عينها في أختها عشان تسكت " تراس فاضية ماجد يقول راسه يعوره يعنى اسكتي .." قالت لها روضه ومدت البياله لماجد " مها كانت تعبانه شوي وضغطها نازل رحت جبت لها عصير " رد عليها و وجع راسه يزيد ويخليه حتى ما يقدر يفتح عينه من وهج الشمس .. ضحكت نوف " عوايدها وهي أول مره تسوي كذا .." التفت عليها ماجد بعصبية وعيونه شوي وتطلع برا " اقطعي .. ولا عاد أسمعس تكلمين عليها كذا قطعت لسانس .." رد عليها بعصبية .. " تو الناس ياخوي .. هذا وأنت ماخذيتها للحين .. الله يعين بعدين .. شكلها عامله عمل لعيال هالعايلة .." ردت نوف بطولة لسان وتمقت .. التفت عليها ماجد ورفع البيالة اللي في ايده وبعده ما شرب منها ورشها بالقهوة الحارة في وجهها .. نوف شهقت من الخوف رفعت ايدينها تحاول تحمى وجهها من السايل الحار اللي طار وغرق وجهها وشيلتها وعباتها .. روضة صدت وراها متفاجئة وغطت وجهها بيدينها عشان تحمي عيونها .. " هذا ردي عليس .. وعلي بالحرام لا عاد تطرين مثل هالكلام ان تمنين أن الله ياخذ روحس ولا تطيحين بين ايدي .. سمعتي .." قال الكلمة الأخيرة بصوت أقرب للصراخ ونزل صفق الباب وكان شوي ويكسره .. نوف قعدت تبكي بصوت واطي وروضة تجمدت مكانها ولا قدرت تسوي أي تصرف وهي تشوف ثورة ماجد ..
نزل ماجد من السيارة وهو حاس الأرض ضايقة به .. اتصل بتركي ونشده عن موضي وخذاها كلمها وسألها لو عندها حبوب بندول قالت له انها معها في الشنطة وطلبت منه ينتظرها عند سيارتهم وهي جايته اللحين .. سكر منها وكلم أبوه يستعجله عشان يمشون ورد عليه انه جايه ذلحين .. التفت على سيارة عمه وشافه يركب السيارة عقب ما حمل له كراتين في الموتر من ورا .. ما يدري وش سوت مها اللحين ..!!
" عسى ما شر وش فيكم .." سأل ابو ناصر سارة يوم شاف شكل مها اللي رابطه راسها وراقده على رجل أختها .. " ما به شر ان شاء الله .. بس مها تعبت شوي ونزل ضغطها وماجد جزاه الله خير راح وشرا لها عصير طماط وشربته وصارت أحسن اللحين .. بس راسها يوجعها وتبي ترقد .." ردت سارة بعد ما هدت من الموقف اللي صار لهم .. " ماتبي تروح للمستشفى .." نشدها أبوها بقلق .. " لا يبه سألها ماجد وسألتها أنا وقالت ماله داعي وانها بخير .." جاوبته ساره وهى تشوف وجه أختها الراقده .. " بسم الله عليس .. هذا من قل العيشة .. لها يومين وهى ماتذوق الزاد .." ردت أم ناصر .. " ماعليها شر .. دامها بخير خلنا نكمل طريقنا نوصل قبل القايلة .." وحرك أبو ناصر واتصل على أبو محمد يعلمه أنهم بيمشون ومايقدرون ينتظرونه لأن مها تعبانه شوي .. ورد عليه أبو محمد أنهم وراهم ماشيين وخلصوا من السوق .. وبكذا تحركوا من جديد صوب الدوحة ..
::
::
::
كانت الفرحة الخجولة يوم علمتها أمها أن عمها جا يخطبها لواحد من عياله .. عقب ما حجر على فهد بن سالم ولد خالة عياله .. وقالت أكيد هو .. بنت أحلام على مجرد لحظات شافته فيها .. وهمس قصيدة وصل لها .. لا تصد هناك يا عمري دقيقة .. كان حتى الحلم ممنوع عليها .. مجتمع يرفض ودين يحكم وعادات وتقاليد ما تسامح من يتجاوز الخطوط الحمرا خاصة لو كانت بنت .. لكن القلب فزّ في لحظة ماكانت مقصودة .. وكتمت الحلم .. على قد ما قدرت ما سمحت له يكبر .. بس غصب كان الأحساس يزهر في الروح خمايل ورد .. وغصب كانت الريح تنثر عطر الشوق في قلبها .. ونفس الريح كانت سموم .. حرقت كل الاحلام يوم عرفت من اللي خاطبها ..
عاشت بقلب ميت .. وحاولت تنسى أو تناست كل حلم أزهر في قلبها بيوم .. وكانت نعم الزوجة الوفية .. اللي حفظت نفسها وحفظت زوجها وتحاشت أي موقف ممكن يحيي أي أمل في قلبها تجاه الحلم اللى مات .. تحاشت أي موقف مع أخو زوجها .. أو تواصل بغير حضور الأهل .. وكانت رسمية جداً معه .. وعاشت حياة عادية مع زوج تحترمه أكيد وتوده .. لكن خفقات القلب اللي تسمع عنها ماحستها معه .. عاشت شهرين معه قبل تعرف أنها حامل وصار هالكائن اللي يتكون فيها هو الأمل الجديد والحلم اللي تعيش عشانه ..
لكن كأن الوقت مستكثر عليها الفرح مجرد ما استقرت احوالها بدت المشاكل تظهر مع منصور .. تصرفات غريبة وشكوك تنسج خيوطها حوله .. وزاد الجرح أن أهله كانوا عارفين بالشي هذا ومع ذلك ظلموها ..
انتظر ماجد أخته لين جاته وشافت وجهه الأسود وما علقت .. طلعت من شنطتها شريط بندول وعطته .. خذاه منها وصد وراه يوم شاف أبوه رجع للسيارة رجع لهم وركب وهو ساكت .. وما التفت لنوف اللي سمع صوتها تنشق ورا .. " وش الموضوع .." سأله ابوه .. " يبه واللي يرحم والديك راسي يعورني خلنا نوصل البيت ويصير خير .." رد ماجد وهو يعض على ضروسه من الوجع .. " نشدتك وش الموضوع رد علي .. وش قومك على أختك .." كررابوه بعصبية سؤاله .. " أختى مره طول وعرض لكن يبي لها تربية .. وما أظن لمن ربيتها أنك تزعل .." جاوبه ماجد .. " خواتك متربيات عدل .. ولو مالت وحده منهن تراني حي أعدل ميلها .." زعل أبوه من كلامه عن أخته .. " يا يبه انا تصرفت والموضوع انتهى خلصنا طال عمرك .." كان ماجد طفشان وماله خلق حتى للكلام و وجع راسه معميه .. " اذكروا الله وخلونا نمشي .. ولمن وصلنا البيت خير وبركة تكلموا لين تشبعون .." ردت منيرة اللي كانت تشوف وجه ماجد الاسود من التعب وخايفه عليه .. حرك ماجد سيارته وهو ساكت وكان وجع راسه يزيد مع كل كيلو يقطعه .. لكن الله ستر عليهم ووصلوا بالسلامة .. نزل ماجد وصفق الباب وراه كان صداعه وصل لدرجه خلته ما يطيق حتى نفسه .. اول ما دخل حجرته شغل المكيف واتصل على عمه يتطمن عليهم .. ورد عليه أنهم وصلوا قبل نص ساعه .. تحمد له بالسلامة ونشده عن مها قال له أنها بخير وراقده في حجرتها .. سكر عنه وهو متردد يتصل فيها .. لكنه كان محتاج يتأكد أنها بخير .. دق الرقم وسمع صوت رنة الأتصال .. وكان قلبه يدق أسرع منها ..
::؛::
بني آدم ضعيف .. وربه سبحانه خلقه بالشكل هذا لحكمة كبيرة .. مثل ما خلق فيه الغضب خلق التسامح .. ومثل ما خلق الخطأ خلق النسيان .. والضعيف فعلاً اللي ما يقدر يسامح .. ولا يقدر يغفر .. مهي قوة لما نتسلط .. ولا شرف لما ربنا يعطينا الفرصة ونقدر ننتقم .. النفوس الكبيرة هي اللي تقدر تتجاوز عن الأخطاء وتقدر تغفر بدون حقد .. تغفر من منطلق قوة .. مو منطلق ضعف وخنوع ..
::؛::
::؛::
البشر أرواح .. ما تعارف منها ائتلف .. وما تنافر اختلف ..
كثير نسمع هالمقولة .. وكثير نستغرب منها رغم صحتها .. نحب ناس بدون سبب .. وبعد نكره ناس بدون سبب .. ونقول أرواح .. شلون لو روح انجذبت لروح .. ورغم بعد المكان .. وموت الأمل يبقى هالجاذب حي وموجود .. لكن قدامه عقبات توقف بوجهه ..
يا كثر ما نخطي ونندم .. وياكثر ما نخطي ونكابر .. ويا كثر ما نظلم وننظلم بسبب ثقتنا في ناس ما تستحق هالثقه مهما كانت درجة قربهم لنا .. تكون هالثقه سلاح في ايدهم عشان يدمرون اقرب الناس لهم .. يمكن متعمدين ويمكن ضعف نفس منهم .. لكن الأكيد أن الظلم لما يضرب في جوف الصاحب الطيب يبطي ينزف .. ويصعب علاجه ..
::؛::
الجزء الخامس عشر
وصلوا البيت .. وكان وجع راسها خفّ .. ومع ذلك كانت تحس بضعف ودوخة ومحتاجة ترتاح .. قالت لها سارة تدخل غرفتها وترتاح وهي بتخلي الجوري عندها .. وخذتها لغرفتها وبدت تدخل الشنط والأكياس للغرفة بدون ما تفرق بين أغراضها وأغراض مها
وسوت للجوري سيريلاك وغدتها وخلتها تنام .. دخلت تطمن على مها شافتها على فراشها راقده وسجادتها على الأرض حتى ما شالتها من التعب .. دخلت طوت السجادة وطفت الليت وطلعت ..
طلبت ساره لهم غدا من المطعم قبل تدخل تسبّح وحطت الفلوس عند فاطمة و وصتها على الجورى تفقدها كل شوي .. وصل الغدا ونكبت فاطمة لابوناصر وأم ناصر غداهم تغدوا يوم شافوا البنات كل وحده مشغولة بشي ودخلوا يقيلون عقب التعب .. طلعت سارة من الحمام ولقت الجوري للحين نايمة .. نشفت شعرها ولفته بفوطة وطلعت عشان تغدا ..
كانت تسمع صوت غريب .. حاولت تعرف من وين بس ماقدرت .. فتحت عيونها وراسها يعورها .. كانت الحجرة مظلمة .. التفتت بتعب تدور مصدر الصوت اللي أقلق منامها .. كان جاي من شنطة يدها .. تذكرت جوالها المفتوح .. بس من اللي بيتصل عليها وماحد يعرف رقمها ..!!! مدت ايدها وهي تتنهد داخل الشنطة تحسس الأغراض لين لمسته وطلعته .. كان ماجد يتصل فيها .. لثواني ترددت تفتح الخط بس يدها سبقت تفكيرها وضغطت الزر ..
::
::
::
كان ماجد على اعصابه لثالث مره يتصل وماحد يرد .. يمكن حاطته على الصامت .. أو يمكن بعيد عنها في الشنطة .. أو يمكن الشنطة في غرفة ثانية وهي ما تسمع رنة الجوال .. أو يمكن بكل بساطة ماتبي تكلمك .. كانت الهواجس تدور في راس ماجد وهو ينتظر على الخط عساها ترد عليه .. ضغط بايده على جبهته يبي يخفف الوجع .. لكن فجآة صمت في الجوال عقب ما اختفت رنة الأتصال شدّ انتباهه ..
" ألو .." تكلم بصوت واطي .. " آلو .. " رجع كررها بلهفه لما ما سمع صوت على الطرف الثاني .. " مرحبا .." ردت مها بصوت فاتر من التعب .. " حى الله أم الجوري .. شلونس .." حاول ما يندفع بالكلام .. " بخير جعل ربي يسلمك .." ردت عليه .. " وش سويتي ذلحين أربس أحسن .." نشدها .. " ايه الحمدلله أحسن .." جاوبته وهى تضغط بيدها على بطنها عشان تخفف احساس اللوعة اللي حست فيه .. حس بصوتها التعب " تغديتي .." سألها وهو شبه متأكد من الأجابة اللي بيسمعها .." لا .. ماني مشتهيه .." طاري الأكل زاد احساسها بالمرض .. " مها .." ناداها وسكت .. ماقدرت ترد عليه .. خنقتها الدمعة وهي تحس وش كثر هي ضعيفة قدامه وتتمنى هالشي يختفى .. اسمها تسمعه في اليوم عشر مرات وما تتأثر .. لكن لما يناديها هو بأسمها بدون اي كلمة معه .. تحس أنها ودها تطير له .. " مها .. " كرر الصوت .. " معك .." ردت عليه بعد ما انتزعها من أفكارها .. " يابنت الحلال ما يصير تهملين عمرس .. أنتي بنفسس ضعيفة وماعليس حال .. من للجوري لمن تعبتي ..؟؟ " كان يعرف أن الشي الوحيد اللي ممكن يأثر فيها هو بنتها وعشانها راح تسوي أي شي .. " بس أنا بخير كلها دوخة وتروح .. " ردت بضعف .. " لا مانتي ببخير .. بكره بأمرس أخذس أنتي وأمس وأوديس للمستشفى ونسوي لس فحوص وتحاليل .. اللي صار لس اليوم ما ينسكت عليه .. جهزي عمرس وأنا بأكلم عمي أعطيه خبر " خذا قراره بدون ما يستشيرها وعطاها خبر.. فرصة يشوفها ويتطمن عليها .. " لأ يا ماجد .. واللي يرحم والديك " ردت عليه برجاء .. سمع اسمه منها نغم لكن هالشي ماخلاه يغير رايه " وش اللي لأ .. يا مها كلشي ولا صحة الانسان .. وكلها ساعتين ونرجع للبيت عقب ما نتطمن عليس .." حاول يقنعها بدون ما يضغط عليها أكثر وهو للحين يتخيل شكلها طايحه بين ايديه .. " والله ماله داعي .. هذي بس دوخة من قلة العيشة عشاني ما افطرت اليوم ولا تعشيت البارحة .. لكن بأقوم ذلحين وبأكل وماعلي شر .." رفعت نبرة صوتها عشان تحسسه أنها طيبه .. " متأكده .. " سألها بشّك .. " ايه الله يرحم والديك .. ماتقصر " ارتاحت يوم تركها على راحتها وما ضغط عليها .. " وش اللي صاد بنفسس عن العيشة .. شي مضايقس ؟؟." سألها وهو بنفسه من راحت عنه ماله خاطر في الأكل .. " يمكن تغير جو .." فاجأها بسؤاله وماعرفت وش ترد عليه .. " زين .. معناه ذلحين أنتي في بيتس اهتمي بعمرس واللي يرحم والديس .. اذا مهوب عشانس عشان هالبنية الضعيفة اللي في ذمتس .." طلبها وهو يقول في نفسه وعشاني أنا بعد .. " ان شاء الله .. ولا يهمك " وافقته بس عشان ماتروح معه ..
" مها .." ناداها بلطف .. " لبيه .." ردت بدون شعور .. " لبينا سوا بالحرم مع الجوري .." قالها وهو يبتسم " الله الله بعمرس ولو احتجتي شي ليل والا نهار كلميني .." تمنى وهو يحس فعلاً أن هالأنسانة صارت مسؤؤليته .. " الله يرحم والديك ما تقصر .." انعقد لسانها وصارت تكرر نفس الجمله .. " يالله في امان الله .." سكّر عنها .. " بحفظ الكريم .." .. سكرت منه وحطت راسها على الوسادة وضغطت بيدها على جبهتها .. لبينا سوا بالحرم مع الجوري .. تحلم يا ماجد والا تبي تعيشني الحلم وتكسره بعدين .. حطت الجوال على الطاولة جنبها وصدت عنه .. كأنها تصد عن صوته اللي سكنها .. حاولت تتذكر وش صار لها بالسيارة .. كل اللي تتذكره أنها كانت متسنده على صدره وتذكر يده تضرب وجهها .. وشلون أسقاها العصير .. حست فيه وحست بلمسة ايده على رقبتها كان فيها .. وش فيها ؟؟ منتي بناوية تصحين من هالهلاوس اللي عايشها فيها .. قلبس بس هو اللي يصور لس ذا كله .. قلبس اللي ماعمره تعلم ولا بيتعلم .. غمضت عيونها عشان تغمض عن هالافكار .. حست باب غرفتها انفتح .. التفتت شافت سارة .. واقفة عند الباب ..
" أنتي واعية .." سألتها ساره .. " أيه ادخلي .." ردت مها .." وش اللي وعاس .. جويعه .." نشدتها أختها .. " سويتوا غدا .." سألت مها .. " لا طلبت لنا غدا .. امي وأبوي تغدوا باقي أنا وأنتي .. " جاوبتها ساره .. " وين الجوري ؟؟ " سألت عن بنتها .. " راقدة .. سويت لها سريلاك وغديتها منه ورقدت .. " رجعت ساره تلف فوطتها على شعرها وهى ترد عليها .. رفعت مها عمرها على المخدات عشان تواجه أختها .. " بتغدين والا فيس رقاد .." سألت ساره .. " لا بنتغدا .. بس قبل علميني .. " ترددت مها .. " وشو .." قعدت جنبها على طرف السرير وهي تعدل الفوطة على راسها .. " أنا وش اللي جاني في السيارة .. " اخيرا طلع الكلام منها .. برطمت سارة " يا أختي فكينا من هالموضوع .. الله لا يعيدها من ساعه .. أخاف اقولس يصير فيس شي بعد أبتلش بس .." علقت ساره .. " لا قولي لي مافيني الا العافية .. " أصرت مها عليها .. " زين اسمعي .. خليني أجيب الغدا وأعلمس بالسالفه وحنا نتغدا .. زين " اقترحت ساره .. " زين .. " وقامت سارة تحط لها ولأختها غدا ..
::
::
::
انسدح ماجد على سريره عقب ما فصخ ثوبه ..
وده يتسبح بس عجزان .. وراسه يعوره .. لبينا بالحرم سوا أنا وأنتي والجوري .. ابتسم وهو يتذكر كيف خطرت هالفكرة على باله .. وتخيل أنه هو ومها والجوري مع بعض .. وفي الحرم .. هو شايل الجوري بحرامه ومها ماسكة ايده وتمشي جنبه .. حس براحه من مجرد التخيل .. بس هل ممكن يصير هالشي .. ممكن يا ماجد ليه لأ .. تراها حلالك ,, وزوجتك .. وبيدك أنت كل شي .. بيدك تحول حياتك معها جنه وبيدك تحولها جحيم .. بس اللي صار منها قبل ؟؟.. وأنت متأكد من اللي صار .. والا سمعت كلام أخوك قاله ويمكن صادق والا كاذب فيه .. لأ منصور مايكذب علي .. وموضي بتكذب عليك ..؟؟ وكل الأشياء الغريبة اللى مرت عليك بعد كذب ؟؟.. ماعمرها طلبت منكم ريال واحد مع أن لها حق في الورث .. ماعندها جوال .. ضعفها وقلة حيلتها اللى مرت عليك فى كذا موقف .. بعد هذا كله كذب وتمثيل ..!!! احتار في أفكاره .. ورجع به الوقت يوم ملكته .. يوم علمته موضي بموضوع كان مايدري عنه .. وللحين مهوب قادر يصدقه ..
" وش عندس يا مويضي .." قال لها وهو يبتسم وايده في ايد أخته الكبيرة .. رفعت راسها له وهي تبتسم بطيبة " أول شي .. أمي تقول أن ابوي غصبك على العرس .. صحيح ذا الكلام .؟؟ " سألته .. ضحك وهو يرد عليها " أيه صحيح وش بتسوين .. " .. ارتاحت يوم شافته يضحك .. " شوف يا قلبي .. سواء كنت مغصوب والا خذيتها بمزاجك هذا شي مقدرة ربنا سبحانه وتعالى وماتدري وين الخيرة فيه .. لكن أنا أعرف مها بنت عمي خالد وأعرف أن اللي بياخذها الله يحبه .. " حست بذراعه مشدود تحت يده .. تعرفه لمن توتر لكن كان لازم يسمع منها عالكلام ذا اللحين .. بالوقت هذا بالذات " منصور الله يرحمه راح باللي هو به .. شين والا زين والله سبحانه الوحيد اللي يحاسبه .. الله يغفر له ويرحمه برحمته .. لكن تراه ظلم مها ظلم كبير وحنا صدقناه لسبب واحد بس هو أنه أخونا .. يمكن لو الوقت أمهله كان صلح غلطته .. بس .. " سكتت بألم .. كان صعب عليها تقول اللي تقوله .. وقفت موضي عن المشي مثل ما وقف الكلام بحلقها " كملي .. " وقف ماجد سألها وهو يلتفت صوبها ينتظر يسمعها ..
::
::
::
" وبس هذا كل اللي صار .. " ردت ساره وهي تاكل .. " والله انس ملقوفة .. وما لقيتي احد تنادينه الا ماجد .." ردت عليها مها وهي مفتشلة .. " وش اسوي يعني .. هو اللي طلع قدامي .. أمس وابوس راحوا ولا عاد الفوا .. وأنتي طايحه علي وماعرفت وش فيس .. الا جزاه الله خير اللي أنقذنا .." قالت سارة وهى تبتسم ابتسامة عريضة وتكمل أكل وكلام بنفس الوقت " بعدين هذا رجلس مهوب غريب .. والله يا مهوي حسيته متروع عليس .. كان لونه منخطف وهو يحاول يوعيس .. ايديه ترتجف .. حتى شكيت أنه .. " سكتت .. رفعت مها راسها لأختها " شكيتي بوشو .." سألتها بأستغراب .. " والله مادري يا مهوي .. بس تذكرين كلامنا عن ماجد .. وأنه قاسي وما خذاس الا عشان الجوري .. وعشان يكسر خشمس والخرابيط اللي قلناها واجد .. " ترددت ساره وخذت نفس عميق " اللي شفته منه اليوم غير عن الصورة اللي في بالي عنه .. اللي شفته اليوم واحد فعلا يهتم لس أنتي يخاف عليس ويمكن حتى .." سكتت بتوتر..
"يمكن وش .. تكلمي .." كان قلب مها يدق من كلام أختها .. " يمكن يحبس .." ردت ساره بصوت واطي .. " مالت عليس .. عشان تدرين ان ماعندس سالفة .. اي شخص في مكانه بيسوي الي سواه وأكثر بعد .." فتحت مها عيونها مصدومة من كلام أختها بس ردت عليها يوم وعت لروحها .. " لا ماراح يسوي مثله .. يمكن أنا غشيمة مثل ماتقولين بس صدقيني قلبي مايكذب علي .. فيه احساس من صوبه صوبس .. فلا تخربين حياتس عشان أوهام الماضي .. وبعدين حتى لو كان خذاس عشان الجوري .. هذا معناه أنه ولد حلال وماتدرين عن قلبه ذلحين .. ومن اللي شفناه في العطله حسيت أن نظرتس له .. وحتى نظرتنا حنا كانت غلط .. مهوي .." رفعت مها راسها لأختها " حاولي تنسين اللي صار .. تراه بيخرب عليس حياتس الجايه لو استمريتي تفكرين بنفس الطريقة .." سكتت ساره وهى تشوف وجه أختها .. اللي رجعت تنزل راسها بتفكير ..
::
::
::
كان نومه قلق .. وعاه صوت دق باب غرفته .. " نعم .. " صاح وهو ماغير رقدته .. دخلت روضة " أمي تقول لك تبي غدا .. " سألته بصوت واطي .. " لأ مابي .. خلوني أرقد لاحد يزعجني سمعتي .." رد عليها بعصبية .. " زين بأنكب لك غدا في حرّارة وبأحطها لك عند الباب .. تبي شي ثاني .." سألته وهو تشوفه معطيها ظهره وغرفته مظلمة على الأخر .. " لأ .. " سكرت الباب بهدوء وطلعت وراها .. نزلت لأمها تحت .. " مايبي غدا .." ردت على سؤال أمها .. " وش يسوي في حجرته .." سألتها أمها مره ثانيه.. " راقد .. مطفي الليت وراقد على فراشه شكلي وعيته .." جاوبتها " بأنكب له غدا وبأحطه عند بابه وبأروح أرقد راسي يعورني أنا بعد .. وتراه يقول خلوه يرقد لاحد يزعجه .." علمت أمها وطلعت روضة للمطبخ عان تخلى الشغاله تنكب غدا لاخوها وتحطه برا غرفته ..
قام ماجد قريب المغرب .. بعد نوم كله أحلام مزعجة وقلق .. خذا له حمام وصلي فروضه اللي طافته ونزل لأهله .. لقاهم فارشين برا في البراد .. سلم عليهم وقعد جنب أمه يتقهوى وروضة لابسه جلال الصلاة وتصلي المغرب جنبها .. " أبوي وينه .؟؟ " نشد أمه وهو يتفاول .. " طلع يصلي المغرب ومابعد جا .." ردت عليه أمه نورة وهي تمد له فنجال القهوة .. التفت صوب قسمه المظلم اللي كان شبه جاهز .. مظلم وخاوي .. مثل اللي طاف من حياته ومثل الجاي .. قرّص عيونه وهو يدقق في تفاصيل البيت من برا ويشرب القهوة .. " مابقى شي على البيت ويخلص .. وش ناوي تسوي .." سألته أمه يوم شافت عينه على القسم حقه ..
" وشو فيه .." انتبه لأمه تسأله ورجع التفت لها .. " في عرسك يا ولدي .." مد لها فنجاله الفاضي .. " مابه عرس يمه .. بأسوي عشا رياجيل وبس " رد على أمه بهدوء .. " والنسوان .." سألته أمه مستغربة .. " سوو اللي تبون عشا والا بوفيه كله واحد .. ولا تهتمون بالمصاريف .. بس طقطقة والا اغاني لأ .. " قال الجزء الأخير بصوت واطي لكن حازم .. " خير ان شاء الله .." ردت عليه أمه باستسلام .. وهي ماكانت اصلاً مهتمه تسوي عرس حق بنت خالد للمرة الثانية عندها يكفيها مره .. التفتت روضة بعد ما سلمت من صلاتها " شلونك مجودى .." سألت أخوها وهي تبتسم له .. " الحمدلله .. وين أختس .." نشدها عن نوف .. رفعت روضة عيونها للدور الثاني صوب غرفة أختها المظلمة " شكلها عدها راقده .." ردت عليه ورجعت تطوي سجادتها .. " وجهها فيه شي .." نشدها وهو حاس بندم على اللي سواه .. " ماعليها شر .. مافيها الا العافية .." ردت أمه اللي تعرف قلبه وش كثر حنون بس للي يعرف له .. " الحمدلله .." رد ماجد براحه .. " ماجد كم يبي له قسمك ويخلص .." سألته روضة وهي تعدل جلالها على راسها وتقعد جنبه .. " حوالي الشهر أو شهر وشي .. باقي الجبس .. ويركبون الحمامات والبيبان والليتات وبعدها نفرشه .." كرر ماجد كلام المهندس يوم سأله هو نفس سؤال روضه .. " حلو يمدينا نجهز .." ابتسمت روضة وهي تمد يدها لصينية الدلال وتسحبها صوبها .. " وش تجهزن بعد .. " سألتها أمها .. " نجهز البيت والحديقة وطلبيات صواني الحلا والبوفيه .. ترى بنسوي عشا كبير للنسوان وبنعزم أهلنا كلهم .." التفتت صوب أخوها بفرح وهي تنتظر منه يأيدها في كلامها .. " وشو عشانه ذا كله ؟؟.." سألها ماجد بهدوء وهي يشوفها .. " تراه عرسك وما يصير يمر كذا ماحد يدري به .. " انصدمت روضة من برود أخوها ورد فعله اللي ماتوقعته .. " بكيفكن سون اللي تبن .. لكن مثل ماقلت لا أغاني ولا طق .." لاحظ ماجد تغير مزاج روضة وتضايق من ذا الشي .. " موضي قالت أنك ماتبي بعد بس .. " ردت روضة وهي مدنقة عقب ماشافت أن ماجد مهو مهتم بالموضوع مثل ما كانت تظن .. " إني دارية أن مويضى ورا الموضوع .." ردت أمها بضيق تقطع كلامها .. " يا يمه نبي نفرح ونستانس مايكفي أن ماجد ما يبي لا طق ولا دي جي .." ردت روضة على أمها بضيق .. " سوو اللي تبونه لكن لاحد يخالف شوري .." قال ماجد وهو يوقف عشان يطلع .. " وين بتروح يا بوي .." نشدته أمه .. " 12 يوم وجهي في وجهس ما مليتي مني .." دنق ماجد على راس أمه يحبه .. " جعل يومي قبل يومك .. ومن اللي يمل من مقابلك .." ردت عليه أمه اللي كان غلا ماجد عندها غير عن باقي عيالها كان حنانه عليها وبره فيها ماخذ قلبها .. " عسى عمرس طويل يمه .. بأطلع اشوف الشباب وش أخبارهم .." رد عليها وهو واقف يعدل غترته على راسه ويشيك على مفاتيحه وجواله في مخباه .. " مايخالف فديتك .. الله يحفظك .." ردت أمه عليه .. " يالله في امان الله .." سلم عليهم ومشى صوب موتره ..
يتبع ,,,
👇👇👇
اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك