رواية رهينة حميّته -1
الكاتبه : فاطمة بنت الوليد
حساب الكاتبة على الفيسبوك اضغط هنا
النبذة:
رواية فكرتها مانها عادية ولا حتى مكررة... مخلوقة من بين قعدة رجال العشائر وقرارتهم المغيرة للمصائر المسيرة... لتحكم على هالصبية المعترة بذنب اخوها الأصغر منها بدون وقوع جرم منها لمجرد إنها من أهلو واقرباؤو الأضعف لتكون من نصيب حد من رجال عيلة البنت التحرش فيها كبة بلا عليها بنهار نهاية شهر حزيران...
تتدور فيها الدقايق وتعلن عن موعد تنفيذ حكم الفرنان عليها فتمشي وهي عم ترجف والشال الأحمر ع وجهها وعيون متل الدياب منتظرة تختار منهم رجال ليكون عريسها الجاي ...
لكن لحظة الاختيار هبت نسائم الأقدار لتغير دربها لعند غير رجال~~~~
معلومات هامة قبل القراءة
ارجو منك أخذ كلامي بدقة هذه الرواية ليست سطحية وتحتاج إلى تركيز كبير ووعي من القراء كي يتشرب ما بها من الرسائل ومواضيع، وكذلك أرجو منكم عدم الاستعجال بالتوقع والربط فيها، وعدم التهاون بأي تفصيلة بسيطة قد ذكرت خلال الأحداث، بالتوفيق
💖
الفصل الأول
عم تبكي بحرقة... هي ما كان لازم تكون هون... هي غلط ترضى تكون محل اختها الكبيرة دانة واللي اجمل منها وناضجة اكتر منها للزواج... وملاءمة لتكون زوجة لواحد منهم... بينما هي هادية متواضعة ما بتعرف تبرز حالها ولا حتى بدها...
همها تكون بحالها وتربي اخوتها الصغار مع امها بس ما تكون زوجة ولا عروسة... هي بتكره الرجال... وسيرة الزواج... والمستقبل المتعلق بذكرو... بس ما باليد حيلة العُرف حكم وراحت هي كتطهير لذنب اخوها مش ع جريمة قتل إلا ع تحرش ببنت من أهم العيل... همه صح معروفين بالصيت بس مش بالخير إلا بالفساد والازدواجية يلي بتبيح للرجل كلشي اما للبنت مباحلها كتير اشياء لطالما هتفيد أهلها بالخير بزيادة الحلال والنسب المشرّف... بس المشكلة هي حاولت تخبي حالها بكل الطرق تما تروح سلعة متل بنات اعمامها وعماتها وخالاتها... لكن بالآخر كل ما ساوتو راح ادراج الرياح بقرار العُرف الجائر لتتزوج واحد من أهل البنت التم التحرش فيها كتقليل من أهلها المو عارفين يضبوا ابنهم الصايع الضايع الفاسد مع خلق الله... وهالقرار المظلم بحقها هي وأي بنت ممكن يقع عليها هدا العُرف سببلها وجع قالون لا يطاق مع كترة التفكير والخوف من الرفض
وهي عم تمشي برجليها لمدبحتها ومو شايفة قدامها عم تمشي صح ولا لأ شاعرة بإيد أبوها عم ترحم فيها وهي عم تدقها لتمشي من قدام الرّجال اللازم هي تختار من بينهم مين هيكون من نصيبها الليلة... سامعة ابوها عم بهمسلها: متل ما فهمناكي اختاري يلي واقف بالنص فاهمة!!!
هي ما بدها تختار... هي مش رخيصة لتمشي لمشروع مؤسسة الزواج بشكل مبتذل... باكية اكتر والشالة الحمرا ع وجهها خافية شكلها ولابسة فستان توتي مطرز للمناسبات الاجتماعية المهمة دامها هتكون عروسة الليلة...
فارتجفت خايفة وحاسة حالها كأنها شاة قدام مجموعة ذئاب مرتعبة اكتر لتختار خيار ابوها وماشية مجبرة لعند يلي ما عم يطالعها وواقف كأنو مش شايفها حاسة هدا اهونهم... وقبل ما تستوعب وصولها لإلو لقت ابوها قدام اهلها ورجال عيلة سنجقدار منزلها بشكل مهين لعندو وعيون الكل مذهولة... لإنها اختارت~~~~~
"2"
لإنها اختارت الشخص الغلط واللي غير مختار من بين الرجال... وتوالت الاصوات بس نزّل المنديل الصغير الاحمر القاني يلي حاملو بإيدو عليها راضي بقرارها وما حد فتح تمو بكلمة... وهي منهارة من البكى حاسة بإيد ابوها العم ترفعها بمساعدة من عمها مرجعينها لبيت جدها الكان كل اهلها عم ينتظروهم فيه... مفكرة هلأ فيها ترتاح لتبكي... لكن وين يا حسرة لما عمها مسكها من حجابها شاتمها ومانعها لتحقق رغبتها بالراحة: يا #### ما عرفتي غير تختاري ابن سيد المختار... سوّد الله وجهك... ع هيك خيار...
ردتلو الجدة بمقاطعة: رد لعند الرجال بسرعة جاي تقاتلها بدون حيا والرّجال ناطرينكم برا...
ناطرينهم؟!
هه بعد هيك عملة يتسود الوجه
يقطعها من نطرة ويقطعها من بنت أخ شو أنها بتعر
فزاد انفعالو منها مع تذكرو للي صار
وما وعي ع حالو غير باصق عليها وشاتمها بكل وساخة على سماع الحاضرين، مشتهي يكمّل عليها لكن بحركة من الجدة امتنع راجع ادراجو لعند الرجال القاعدين برا بعجلة وهو عم يشتم بنت أخوه على عتهها وهبلها غير المتوقعين هلأ،
غير سائل بحالها ولا بشعورها، الكان عم يئن بصمت جواة روحها، كيف هيك عادي عندهم تنهان كرامتها بهالشكل المبتذل؟؟؟؟؟؟
همه ما خبروها رح ترتمي عند رجليه بهالشكل هدا... هدي العملة اهانة كبيرة بحقها... هي لازم تندفن وتندثر بالأرض اكرملها... فجت بدها تهرب لبعيد، بعيد عن انظار القاعدين إلا برفعة عصاية الجدة بوجهها مانعتها لتروح بحال سبيلها وهي عم تقلها بكل لؤم واضح وضوح الشمس بنبرة صوتها المهيبة لإلها: خوبة إنتي رحتي لعند المالوش دعوة باللي صار فضحتينا...
ردت العمة المبسوطة ع الاختيار: يما ما صار شي إذا هو قبل؟!
الجدة ردت بويل: مفكرتيه هدا سهل... هدي هبلة لو اختها دانة اختارتو مفش خلاف بس هدي حوبه متفهم... هادية وساكتة وهدا يلي اختارتو متل ابوه جاهة ووجاهة...
فنطقت بدون تفكير وهي عم تمسح دموعها ومنزلة حالها لرجلين جدتها: جدتي الله يخليكي خليها هي تروح معو!!
دانة انفعلت من يلي قالتو معلقتلها: مالي دخل دامك اخترتي... تحمّلي نتيجة قرارك!!!
الجدة مباشرة لفت لدانة ضاربتها بعصايتها وهي عم تقلها: امشي امشي لاكسرلك قرن فرعون الطالعلك يا قليلة الحيا... ولفت ع حفيدتها القاعدة قدامها وهي عم تخبطها بطرف العصاي ع مرفقها بأمر: قومي قومي لتجهزي حالك الناس ع وصول... والله لو بدري إنك عم تبكي ولا تصرفتي شي مش بالبال قدامهم إلا شعرك هدا احلقلك إياه ع الصفر وتصيري قرعة واحرقك بالمي السخنة... بتعرفيني لهددت عملت... وقد اعذر من انذر... ولفت ع بناتها موصيتهم: اهتموا فيها مع البنات... واشرت لأمها تلحقها...
ماشية بعيد عنها وهي عم تسمع شهقاتها...
شهقات حفيدتها الكانت عم تطلع غصب عنها من جنونها العم يلاطم فيها جواتها،
ليششششش!!!! ضروري كلشي غصب... ليش مانها قوية متل دانة... هي دايمًا حاضر... اطلبوا وتمنوا وأنا بلبي... وآخرتها هي تنصاع لمدبحتها بكل هدوء... بينما الست دانة ماهو فارق عندها... بس هي مع القلعة... ما بدها تقوم بس وين ما تقوم والله جدتها بتنفذ وعدها هي ياما عذبت قدامها بناتها ولا ولادها واحفادها بينما هي كانت تشتري عافيتها وسلامتها معها... وما كانت حتى تعجبها... وكانت يا تنضرب بالعصا بدون سبب يا تطلّع حرتها فيها وبأمها عشانها هادية متلها... وما بتعرف تسليها...
فمشيت مع عماتها وهي كارهة حالها... وواقعة بورشة تنظيف الجسم وسحب شعرها الما بين الكيرلي والمموج سامعة كلام مالو داعي عليه: لازم تملسيه... هدا مش منظر فيه تطلعي قدام الناس...
فتيجي بدها تعترض لكن عمتها الكوافيرة تردلها: حبيبتي إنتي مانك متزوجة سمعو الدكنجي هدا واحد مهم... ما حد قلك تقنصي عليه... وتخبطها ع كتفها مضّحكة بقية عماتها عليها: والله هالهبلة عرفت مين تختار...
فعلقوا عماتها وبناتهم العم يجهزوا حالهم بصالون البيتي الخاص بعماتها واللي مرات بستقبلوا فيه زباينهم: ههههههه صدقتي!!
:هدا لازم يكون لدانة مش إلها...
:لك دانة والله إنك ما بتفهمي لو اخدتيه كان تدللتي...
دانة حست بالغيرة من اهتمام الكل باللي عم يحكوا عنو سائلتهم: ليش بالله شو في عندو امتيازات يعني لاحسد اختي عليه واتحسف إنو راح مني...
ردتلها احدى عماتها الكبار بالعمر: قولي شاللي مش عندو هدا يا حبيبتي علم وفهم وحد إلو كلمة كان جاي يراقب تنفيذ حكم العُرف ويختمها برمي المنديل الاحمر يلي معو... ومسؤول عن كتير اشياء هو بجي يقابل ولاد حماي مسؤول عن جمع المنح الخيرية والتعليمية وبدعم المشاريع الشبابية... وقد حالو... لدرجة بعتبروه نائب أبوه بحل المشاكل بس يسافر... زعيم اسم ع مسمى...
دانة انجنت... فقامت من مكانها منقهرة... ليش حظها هيك... ريتها كانت ضعيفة متلها لتاخد سيد الشباب مش هدا كان حلمها... غبية ومية غبية... فتناظر اختها بمخيلتها بضيق وهي نفسها تخرّب عليها فرحتها... منضمة لبنات عمها مغتابين فيها وباختيارها الما حد توقعو لا من عيلتها ولا من عيلة يلي اختارتو واللي مش مصدقين الخبر يلي وصلهم منفجرين ضحك: هههههههههه يما قال البنت هي اختارتو... نفسي اشوف ردة زعيم لما البنت جت لعندو واختارتو...
ردتلها القاعدة قبالها وهي عم تاكل بالمكسرات: والله مش قدي تصدقي... زعيم يتزوج ولا قِبل إنو يتزوج كمان... قال رح يشهد صار مين بدو يشهد عليه... ولفت ع الوالدة العمرها بمنتصف الاربعينات وهي عم ترضع ابنها الرضيع مكلمتها: شوفي امي مصدومة من بعد ما سكرت الخط... مش مصدقة بكرها يلي جابتو ع عمر 15 سنة رح يتزوج اليوم وهي ما عندها علم...
أم زعيم ردتلها: رناد عنك وعن هالكلام... قومي قومي من قدامي... انا ماني عارفة شو بدي البس... اي فستان بدو يدخل فيي وانا جديد والدة... وإنتو ما عندكم فساتين لزواج اخوكم...
رناد انفجرت ضحك رادة لأختها القاعدة قبالها: سارة شوفي امي بشو مهتمة... إلا بصوت بنت نازلة ركض من على الدرج وهي باين عليها هلأ صاحية من النوم ع خبر صادمها: ماما مزبوط يلي سمعتو من ريماس بنت عمي...
أم زعيم ردتلها وهي عم تدشي ابنها: اه يا ربي فرجك بس انا بس افهم بدل ما تقوموا تسنعوا حالكم قاعدين بوجهي... انا لازم زوجكم وارتاح...
فردولها تلاتتهم مع البنت الرابعة الكانت قاعدة بتقرأ بزاوية الصالون قريب الشباك: بنقول لبابا و~~
إلا بصوت بنت صغيرة كانت عم تلعب مع قطتها عند الدرج: قولولو زهقنا منكم بالبيت بجد...
رناد ردتلها فورًا: ام لسان قصيه للسانك عمرك سبع سنين وميتة لنتزوج وتصيري خالة...
ام لسان ضحكتلها بفخر وهي عم تأشر ع حالها: اه ليصير يقولوا عني خالتو بانة الحلوة...
ام زعيم ضاجت منهم: خلص انتي واياها قوموا من قدامي بدي خلي صاحبتي ثريا تجيبلنا من ورشتها قطع جاهزة تسلكنا قدام الناس بس من هلأ بقلكم~
قاطعوها بعجال من حفظهم كلامها: طولة اللسان ممنوع... غناج ممنوع... سيرة البيت خصوصية... بنقعد رافعين ضهرنا... وما في على لساننا غير كيفكم مناح حاضر ابشري... واكل كتير ممنوع... طبعًا احنا عنا كلشي مسموح...
وضحكوا هاربين من امهم الحطت اخوهم ع المقعد الهزاز خوف ما تمسك وحدة فيهم من خوفهم منها بس تصير جدية... وضحكت عليهم بسرها وهي عم تقلهم: بسرعة تحمموا عشان نكون جاهزين قبل بساعة...
وبسرعة سحبت تليفونها تتصل ع ثريا صاحبتها... وهي متعودة ما تعاند زوجها دامو دعم زعيم ابنو باللي صار يبقى هي عليها تنصاع مش ضعف لكن خلص بتعرف حدودها معو وحدودو معها...
ولطالما زعيم رح يتزوج وهدا المنى طبعًا ما رح تعترض...
سبحانك ربي لسا اول امبارح كانت عم تقترح عليه بنات حسب ونسب ما قبل... لكن ببنت الخيْلان قبل... قدر الله وما شاء فعل فاللهم لا اعتراض ع حكمك... فتعجّل حالها لتجيب مين يجمّلها هي وبناتها الخمسة... هي صح تعبانة بس هدي فرحة زعيم ما رح تقصر بشي... وفجأة لطمت وهي عم تسمع صاحبتها عم ترد عليها متذكرة غرفة نومو بدها تغيير ولاه لسا اواعي البنت... ووين رح يروح بالبنت... ففورًا ردت لصاحبتها: ثريا عمري ابعتيلي اجمل بدلات تراثية لبناتي انتي عارفة كل وحدة شو بتحب تلبس وأي لون... ما تقلقي ع السعر والله لو بيضتي وجهي إلا اكرمك اكرامية ما في زيها اتنين... وقبل ما تردلها بحرف ثريا... نهت معها مستعجلة... بتجيبي معك ايدك اليمين بقصص عروضك عشان تزبّط بناتي وابعتي لبيت خيْلان اجمل فساتين عندك وكوافيرة الله يرضى عليكي... وسدت منها رانة ع زعيم ابنها... الما رد عليها فبعجلة بعتتلو رسالة "زعيم امرنا لله إنك عزمت تتزوج اليوم بس وين رح تروح بالبنت الليلة؟!"
زعيم ردلها بسرعة مستعجلة "فيما بعد نتحدث"...
شــو فيما بعد نتحدث...
انجنت منو هدا واحد رح يتزوج الليلة مش بعد كم شهر ليفكر يسرح ويمرح على كيفو هلأ... فلا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم منو هلأ... وتحركت ركض وهي عم تنادي ع بناتها الكبار بتعجيل: سارة رناد بسرعة تعالوا... ووقفت بنص الدرج منادية الخدامة... دامها ناسية جهاز استدعاء الخدم: جـوي جـوي بسرعة الحقيني لفوق...
جوي ردتلها من الطابق الارضي وهي عم تتكلم بين لهجتهم واللهجة المصرية محل ما كانت تشتغل قبل ما تيجي عندهم: هو انا مدام عايزتيني!!!
ام زعيم ردتلها بسرها "اه يما هالجوي بتفقع مرارتي منها صارلها فوق السنة وهي صعب تفهم علي بسرعة دامني بنادي عليكي اكيد بدي اياكي" فعجلتها تلحقها: بسرعة اطلعي لفوق بدنا نسوي غرفة زعيم... وبعجلة عبرت غرفة بناتها الكبيرة والمرفق فيها عدة حمامات مشتركة والاسرة متل الاميرات باللونهم الابيض المصمم معهم ستارة تمنع عنهم الضوء اختصارًا للمشاكل بين بعضهم: ست سارة مصممتنا تعالي عايزتك بدنا نعمل شي لغرفة اخوكي... ورناد الحقينا لتخلصي من تليفونك...
سارة لفتلها بفرحة كبيرة من حماسها العم يتصاعد عندها مجاوبتها: الله الله هدا الحكي الصح... حاسة عندي اجواء مفرحة في بنت جديدة هتدخل علينا البيت... وتحركت ورا امها وهي عم تقول لخواتها البدهم يلحقوها: بنات انشغلوا بحالكم... ورنادو ما تطولي بالحكي ع التليفون عارفتك...
رناد اشرتلها تروح... فعجّلت سارة حالها لاحقة امها وهي عم تقلها: يما في قطع جديدة يلي اشتريناهم بالمخزن عشان لوقت سفر بابا نحطهم وما يدري عنهم...
أم زعيم حطت ايدها ع كتفها وهي عم تردلها: والله الود ودي غيّر غرفة النوم و~~
سارة قاطعتها بدون خجل: قلتلك يا سوسو امشي وراي بتكسبي بس عنّدتي هدي جزاة يلي ما بسمع كلامي...
ام زعيم هزتلها راسها: اه والله إني بعنّد ع الفاضي... بس معليش بس نسافر رح خليكي تجهزي كلشي من قبل وبنخلي العمال مع الخدم يقيموا ويحطوا بدون لا حد حس ولا حد دري... بس هلأ ندخل بالمهم... نشوف شو بدنا نعمل لغرفة اخوكي يعني حرام ما صارلها شهر مغيرينها...
سارة ردتلها بتفكير: غرفتو كلها بيضة من الألف للياء وداخل فيها تدرجات الرمادي بس بسيطة بندخل فيها الوان وعشانها عروس جديدة ولازم يكون عنا لون توتي ولا خمري بعفشها بنحط ورد احمر كزينة وبنضيف كم لوحة ع الحيطة قدام السرير وبنشوف خزانة زعيم كيف بدنا نفرغ للبنت محل... زعيم ابو الاواعي هدا لو بتعطيه جناح كامل فاضي بس رح يمليه جزم وساعات وبدلات ع ستايلو وكتبو...
ام زعيم مشيت معها للمخزن وهي مستغربة وين جوي مش طالعة: لولا العيب كان شلت زاوية مكتبتو... وبدون مقدمات نادت بصوت عالي: جووووووي...
سارة سدت ادنيها معلقة لأمها: ماما مش عملة داني صمّت...
ام زعيم يا الله شو مستفزة من جوي هي لولا اكلها الطيب وشغلها النظيف هي وسلي ورومي ولا كان ما قعّدتهم لحظة من لما اجوا مع بعضهم وراسهم ع رووس بعض لا بسووا مشاكل ولا شي بس بالفهم بطيئات... ففضائل انجازهم وشغلهم بغفرلهم بطء فهمهم... فبعدت عن سارة بدها تنزللها لكن الحمدلله لقت جوي جاي وجايبة معها سلي ورومي... فابتسمتلها وهي عم تغمزها: الله ع هالفهيمة هلأ... اليوم عنا حنة زعيم يعني رح تروحوا معنا وتتدللوا كمان وفي علاوة ع راتبكم الشهر هدا... بس ها بدنا قبل ما نطلع من البيت بدنا نتعاون ونخلي غرفة زعيم ألف ألف...
هزلوها رووسهم وهمه مبسوطات وفاهمين غالب كلامها... وبسرعة اشرتلهم يجوا وراها همه وبنتها سارة القربت منها هامستلها: ماما وانا وين علاوتي...
ام زعيم همستلها: بعدين بنتفاهم....
وعبروا غرفة المخزن المليان تحف وقطع اثاث غير مستخدمة ومشترينها لوقت العازة حاملين وناقلين قطعة من هون وقطعة من هناك فازة من هون وورود مجففة من هناك ولوحات من عدة محلات وبعض القطع البتعطي مظهر للزوايا... مناديين ع رناد وبانة وميلا ومسك ليحملوا معهم... وبعض التحف انكسرت محسرين قلب ام زعيم الانفعلت منهم وهي نفسها تنتفهم من شعرهم: ولك انتي واياها هدول غاليين وتوصاي جبناهم...
سارة انفعلت ناطقة: ماما انتي وبناتك عم تخلوني ما ركز تسهلوا و~~
إلا بصوت الخدامة رومي الجت مستعجلة: مدام سريا "ثريا" هينا...
لطمت ام زعيم نسْيتها وهي لازم تتحمم... فبسرعة لفت ع الخدامة وهي عم تقلها: روحي ضيفيها هي وموظفاتها لحد ما احنا نازلين... وصيّحت ع بناتها ع فجأة: بسرعة روحوا تحمموا وانزلوا مش تقعدوا بدنا نكون جاهزين
قبل المغرب...
ردتلها بانة بكل بساطة: ماما ما احنا قربنا ع المغرب...
ام زعيم كان نفسها تشد شعرها سامعة صوت بكى ابنها مع الخدامة... فبكت خلص راحوا فيها... فالتموا حوالين امهم ليهونوا عنها...
في حين العروسة المسكينة واللي عم يجهزوا غرفة نومها الجديدة ما حد عم يسعدها... ولا قلقان فيها... ولا عم يهوّن عليها...
وما بتعرف من وين الله بعتها يلي اجوا يعتنوا فيها ليرحموها من كلام عماتها وخالاتها وبناتهم لترتاح شوي... وهي كل شوي تدمع مخلية الكوافيرة تستاء منها مخبرتها: يا حلوة هيك عم تخلينا نتأخر...
فتشد ع حالها وهي معدتها مسدودة رغم جوعها... وحاسة نفسها تاكل بس مش نفسها بنفس الوقت... وبس لمحت امها داخلة تهريب لعندها من ورا ظهر الجدة المنعتها تقعد معاها خوف ما تزيدها ضعف وتمرد... فشدت ع ايد أمها باكيتلها...
والكوافيرة انفعلت هدي رابع مرة رح تعدللها المكياج... وهي لولا المبلغ الرح تحصل عليه ولا كان قالتلها بالطقاق... فبعدت عنها قاعدة ع الكنب تاركة الأم تحاكي بنتها بخصوصية: ماما ملك اهدي اهدي ما لازم العروس تخرّب فرحتها...
ملك ردتلها بعجز من بين بكاها: حــاسـة قـلـبـي رــ~~ح وتبلع غصتها بصعوبة...
ام ملك سكتتها بعجال: بنت ما بصير يلي عم تعمليه... صار يلي صار وما تبقّى شي ع الوقت... فامسحي دموعك وما تخلي حد يشمت فينا الله يحفظك... وبعدتها غصب عنها لافة للكوافيرة معجلتها: معليه تعوْدي تعيدي شغلك ع وجهها...
الكوافيرة ابتسمتلها مجاملة مخبرتها: طبيعي هدا شغلنا تكونوا رضيانين عنا وتطلع العروسة بابهى طلة... وقربت من ملك وهي متحسفة الميكره خلصت من شي نص ساعة وطلعت تاكل بس هي واقفة عم تعدل بوجهها... وحاسة وجهها مش حلو ع المكياج... وملامحها رايقين وهاديين وعيونها مزيج بين البراءة وشي مش مفهوم والمكياج للأسف بزيدهم هدوء مش اغراء... وبكبرها بالعمر... وحاسة مش عارفة تبرزها... مقررة تحطلها كحل جوا عينها... هي قبل كانت رافضة من كتر ما عينها حساسة وبتدمع... لكن هلأ مقررة تجازف... مطالعة ملك وهي عم تقلها: قدام امك رح احكي إذا العروسة ما وقفت بكى رح اطلع واتركها...
ملك هون انفجرت بكى وبصوت عالي كمان... بسرعة امها قربت منها محتويتها... وهي عم تترجاها: ملك بلاش جرسة... وهمستلها... هدول من اهل زوجك فبلاش فضايح قدامهم الله يكرمك... انتي اوعى بناتي وولادي وافهمهم واوزنهم وارزنهم ومطيعة ومالك بحد ومؤدبة... فما تبيني حتى بأشد لحظات غير هيك... يلا يلا امسحي دموعك... ولا بدك تقهريني عشانك...
ملك هزتلها راسها برفض لتبكي معها وممسحة دموعها وهي عم تقوللها رحمةً فيها: رح ضل هيك لآخر نفس بعمري... ليقولوا فجر عرفت تربي... ونطقت بغيظ بدون تشفّي: ما رح كون متل دانة...
ام ملك مسكت دمعتها وهي عم تبوسها ع جبينها هامستلها: الله يرضى عليكي... ويلا بدي روح قبل ما جدتك تفقدني بتعرفي لازم كونلها متل ظلها... فهيني ماخدة بعهدك ما رح تبكي لو دمعة... عشان سمعتنا وصورتك قدام الناس...
وبعدت عنها وهي مالها حمل...
هي احب بنت لقلبها... هي باريتها... الخدومة المطيعة المؤدية البسيطة... اللي الكل بشهد بهالشي من كبيرهم لصغيرهم وأن اختيارها لزعيم قهرهم عشان تدخلاتو الجاية فيهم... خوف ما سمعتو تتأثر بعمايلهم... ولولا العيب كان فركشوا الزواجة هاي بس هي ما رح تسمح رغم رغبتها لتخليها عندها لكن للضرورة أحكام... فبعدت عنها طالعة من الغرفة وهي مالها نفس بشي ابنها بالمستشفى مكسر من تلات ايام واختو رايحة بدالو ومع مهر رح يصل بنتهم يلي تم التحرش فيها... ريت اخدوا دانة المغضوبة بس مش فلذة كبدها واحبهم لقلبها... والله لو يجيها وزير ما بتزوجها... بس حكم القوي ع الضعيف... فرفعت راسها طالعة لبرا محل ما رح يقوموا بحفلة الحنة بهالجو اللطيف بآخر شهر ستة هون... فكيف الكل عم يتعجل ليكون كل شي جاهز دام بعد صلاة المغرب الكل رح يجي... ليبلشوا بالحنة والدق والرقص... وكتب الكتاب وصولًا للعشا...
فالكل كان عم يركض ليكون كل شي جاهز وألف ألف...
عدا زعيم الرايق بحركتو وهو مندهش لهلأ من عملتها... كيف البنت تركت زينة شبابهم واغناهم وجت لعندو... اصلًا شاللي دار ببالها لتيجي عندو... وهو كيف تعاطف معها رامي المنديل يلي معو ناسي فكرة الورطة القادمة بالتزاوج فيما بينهم... فحاسس الادرينالين عالي عندو من حبو للمغامرة وعنصر المفاجأة بحياتو... ما بحياتو توقع يتزوج هيك... بس كلمة القدر...
متذكر حلم جدتو فيه من فترة لما خبرتو: والله شايفتك ع عتبة زواج حتى عماتك حلموا فيك بالبدلة وناس من بعيد عم يجوك ويلتفوا حواليك...
فيضحك ع كلامها معلقها: هههههه يا جدة لا إله إلا الله مهتمين بقصة زواجي اكتر مني لدرجة بتضلكم تحلموا فيي بس ما قول غير لا حول ولا قوة إلا بالله...
الجد ردلو: اسكت بس الواحد بقول الله كريم... اغلب ولاد العيلة تزوجوا إلا انتا باير بوجهنا... مين رح يتطلع فيك وانتا بهالعمر...
الجدة لفت عليه تدافع عن حفيدها: حكيم يا بتقول درر يا تصمت هدا زينة شبابنا بسم الله عليه سيرتو مسك واعمالو سابقتو...
زعيم شرب قهوتو تاركهم يتقاتلوا عشانو وهو عم يضحك عليهم ما بتغيروا رغم كبر سنهم بسم الله عليهم الله يحفظهم... كأنهم شباب بكلامهم وخفة دمهم... هدي سمة عائلية كل الناس بتشهدها فيهم بخفة الظل وروح الشباب يلي بتبدو عليهم غير كرمهم وعطاءهم وتفاعلهم بالمجتمع وبساطتهم وحشمتهم للناس وفض النزاعات بينهم... فهو كان فادي "من يفتدي" روحو للمساعدة مش لتلف فيه صفة المساعدة والمساندة عليه ليتزوج بأغرب الطرق الممكنة...
فيطالع بدلتو السودا التصميمها خاص فيه والمانها جامدة ع الاخير من اختلافها عن اي بدلة موجودة ع هالأرض بتصميم ازرارها وقصة قبتها لقميصها لكلشي فيها... الشكر للست سارة ورناد المهتمين فيه من الألف للياء وهو بس عليه يقلهم اه ولا لا ويشتري ع ذوقو الساعات والجزم والعطور... فعدل البدلة عليه وهو مبين الهدوء عليه كما المعتاد... ولف وجهو مطالع يلي فتح عليه الباب لامح جدتو أم أمو وعماتو وخالاتو وجدو أبو أبوه وجدتو أم أبوه وخواتو وامو وابوه داخلين عليه بعد ما الجميع تجهزوا بمعجزة بسباقهم مع الوقت جايين ركض لبيت الجد لعندو كرمال يطلعوا سوى... فرفع حاجبو بتعجب ولا اراديًا سحب المنديل الابيض يلي معلق ببدلتو مخبرهم: انا مستسلم... واعلن استسلامي مالكم داخلين عليي هيك...
الجدة ردتلو: جينا نشوف عريسنا وين مختفي شو كل هالقد عم تتجهز بالبدلة... والله كلنا جهزنا وانتا قاعد بغرفتك عندي شو ما بتستحي ع حالك... التزيين الكتير مش زين للرجل...
قرب ابوه منو حاطط ايدو ع كتفو: خليه يهتم بحالو عشان المصونة ما تهرب من جمودو... اشي بِعدّل اشي... المهم هلأ لازم ناخدلو صورة جماعية معنا قبل ما يصير متزوج وما نشم ريحتو...
جميعهم ضحكوا محوطين فيه ورناد عم تقلهم: اسمعوا استنوا عيّر الكاميرا، وهي عم تنّزل الستاند تبعها وبسرعة ركضت لعندهم مصيحة: واحد تنين تلاتة... تشيز!!
واخدتلهم الكاميره صورة وهمه مبسوطين... ولفوا عليه زافينو... وهو مختبص مش متعود كل هالاهتمام فيه... ضاحك عليهم غصب... لامح جدتو أم أبوه عم ترقصلو وبدها ترقْصو معها هي وجدو وابوه... ورناد أختو نازلة بتصور وبتأرشف اللحظات السعيدة بينهم وبس لمح سارة اختو عم تسكّت باخوهم العم يبكي سحبو منها وهو عم يقلها: هاتي شوفو صارلي تلات تيام مش شايفو فقدتو لهالنونو...
ابوه ردلو بتذكير: يلا شد الهمة لتجيبلنا واحد بأسرع وقت...
الجدة نطقت بتأييد: انا مع!
نطقت ام زعيم باعتراض: لاه بكير خليهم ياخدوا ع بعض...
وجت رح تقوم بينهم مناوشة زعيم اختصرها بينهم: كم الساعة هي هلأ؟
الجدة نطقت: يا حبيباه رح نتأخر... بسرعة يلا شبابنا ورجالنا ومعارفنا عم يستنوا فينا... بسرعة خلونا نمشي...
فضحكوا ع الجدة المستعجلة اكتر منهم كلهم ولابسة لبس ملائم لعمرها وزايدها شباب... فمشيوا وراها بالوقت القربت أم زعيم منو ناطقتلو: يلا مبارك لو بعرف بدك وحدة هي تجيك كان من زمان جبتها لعند رجليك "قصدها لعندو تيجي تخطبو مش ترتمي عند رجليه"... عليت قلبي لتتزوج... واخيرًا فكرت تطلع من حجرك وتتزوج...
زعيم ردلها بهدوء: شايفة بالله طلعت خجول وبدي مين يشجعني ع الزواج...
ام زعيم ضربتو بخفة ع ضهرو هامستلو: بدك تشوفها... الكوفيرة بعتتلي صورها...
زعيم ردلها: بكيفك...
ام زعيم همستلو وهي عم تمشي معاه بتعجل: هلأ واحنا بالسيارة...
زعيم جاوبها بعجلة قبل ما يمشي لعند الرجال وهمه عم يطلعوا من باب بيت جدتو: ناسية مع الرجال رايح أنا...
وقبل ما تعترض بعد عنها مبتسملها بدهاء وهي عم تتحلفلو... فقربوا منو الشباب زافينو ورناد اختو كعادتها بدها تصور لكن امها منعتها تروح لعندهم ما في عندهم تسيّب بالحدود... فيرموه بالهوى وام زعيم وجدتو مناهم يقولولهم... بلاها لرميو بالهوى بلاش يصيرولو شي بس ليتزوج طحنوه مش مشكلة المهم يتزوج ويدخلّهم زينة البنات لبيتهم... من تفاءلهم فيها...
وأي تفاءل فيها... وهي مرتعبة من الزواج ككل مش منهم ولا من سيرتهم... فتطالع نفسها بالفستان التوتي يلي اجى عليها من بين مجموعة فساتين وصلوها لإنها هي مانها نحيفة
هي وسط جسمها وغالبية يلي وصلوا بدهم بنت عارضة مش زيها... والطامة اغلبهم طوال كتير... وهي والكعب مش اصحاب وما بتحبهم... عكس اختها دانة الطويلة النحيفة الجميلة البارعة بمشيها بالكعب... بينما هي طولها وسط وكتافها مدورين بنعومة... وما بتحب تكشف شبر من جسمها انشالله لو سم من كتفها...
دايمًا متكمكمة وبتفضل السترة... ولازم شي يكون ع شعرها متل البندانة عريضة... لإنها ما بتحبوا يكون قريب من وجهها ولازم يكون مجدل وبس ومرخي شوي لإنها ما بتتحمل شد الشعر ولا رفعتو... فتحس منقهرة من شعرها المنفول واللي مزينو التاج المناها تشلعو عن شعرها... ولا المكياج المخليها تحس حالها مضحكة... ومش بس هي حست هيك إلا حتى جدتها قالت عنها بس شافتها "متل العمشة" وقبل ما تتأمل شكلها بالكعب لقت عمتها ساحبتها وهي عم تقلها: يلا!
فمشيت معها وهي خايفة توقع... وقبل ما تستوعب شي لقت عمتها منزلة الطرحة الحمرا ع وجهها... فجت بدها تستوعب شو عم بصير حولها، باهتة محلها بس لمحت الاعداد الغفيرة الجاية لعندهم كرمالها، فدارت عيونها عاجزة تتحمل يلي عم بتشوفو هلأ، ومو عارفة كيف تتصرف لترحم بحالها
التحول من تقبل للي صار لرعبة وخوف عم يدبوا بعروقها بشكل متزايد من يلي رح يصير، مع تدفق صوت زمامير السيارات من داخل وخلف السور بشكل مستمر لسمعها العم يطن طن فيها... فبلعت ريقها شاعرة عروقها نشفت بس انتبهت ع دخول الحريم للساحة وعم يتجمعوا مقابل الرجال القعدوا بالساحة المقابلتهم وبينهم فاصل خشبي طالبين فيها وهي بس عم تسمع من السماعات المكبرة:
تفضلوا~~~~~~~ ونعم النسب~~~~~~~ بنتنا يا زينة البنات بعفتها وايمانها والتزامها و~~~~~~~
فتحس رح تبكي وع فجأة سمعت صوت الطقيع... مبلشين حفلتهم... فتحركوا الحريم لمطارحهم في حين اهلو هو والمقربين منهم تحركوا لمحل ما هي واقفة مسلمين ع الجدة ومقدمينلها مجوهرات عروستهم رغم إنو الشرط يكون كلشي من اهلها لكن رجالهم ما بقبلوا هيك... فهمستلها عمتها: عيشي مين قدك جايبنلك دهب يا زين ما اخترتي ما راحت غير ع دانة...
يتبع ,,,
👇👇👇

اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك