رواية رهينة حميّته -69
اللي قزاز شبابيكو مكسرة والتلج عم يدوب
رحمة من الله لإنو لو طال بقاؤو كان شو صار فيهم
وجعة قلب وبرد الجسد تنين مع بعض كتير كمان
فما لحقت تفتح الباب
إلا بتهافت الخدامتين عليها ناطقينلها:
يا ست يا ست إن لله ما أخذ
وله ما أعطى
وكل عنده بأجل مسمى
فالله يربط قلوبكم كلكم ويهون عليكم بلوتكم ومصيبتكم...
الجدة ما قدرت تردلهم بحرف
راجفة ايدها المجروحة وهي عم تطالع الصالة اللي لقوا فيها الاعمال ناطقتلها الخدامة ع فجأة:
يا ست ما بعرف إذا بنفع قلك لكن لقينا اشياء بكم بيت من دور ولادك
انتي قلتي لبس تطلعوا يوم الجمعة بس دام البيوت خالية وفاضية وعلينا نجمع اواعي الأهل ففقدناهم ولقينا اللي حطيناه بهالشنطة... ومدتها للجدة اللي طلعوا عيونها من محلهم
لامحة اشياء غريبة مش مسترجية تسأل لمين لكنها عارفة وحدة منهم لإنها دعت بحرقة صدر متل ما كانت بدها تخرّب علاقة ولادها بين بعضهم ويموتوا لتهنى حضرتها
إلهي يموتوا بدالهم
حبايب عيونها ولادها قدام نظرهم كلهم لتصير عبرة وآية لكل نفر منهم
فَـ
دعوة بلا صبر خربت الدنيا فيهم خرب
فاستكملتلها الخدامة التانية: لقينا ببيت وئام وكنتين من مرت زوجك الأولى المرحومة اللي بمشوا مع وئام الروح بالروح...
الجدة تنهدت بآسى ع حالها مطالعة بهوان وضعف وحسافة وندم
بيوتهم الصاروا متل الاشباح بتخوّف
ما حد بقي هون كلهم توزعوا ع بيوت خواتها وبناتها وباقي الأهل... فما عاد في غير صوت المطر والهوى والبرد والخدم...
ومشيت عنهم بدها تنفجر من البكى
واجهشت بالبكا خلص فوق قدرة كتمها وكبتها وكظمها للقهر
متذكرة كلام بشار من شهور لإلها ع فجأة بعد ما نزل من المستشفى باسبوع
"يا جدة يا حبيبتي من شان الله استوعبي أنا صح فاسد فاسق بس روح ألمس بنت عيني عينك بدون سترة ولا حجاب فاصل مستحيل ومش بهالشكل كمان... تلات افخاخ صارتلي وأنا داري عنها من أحفادك الاندال واللي بدهم يخلْصوا علي بأي طريقة عشانك اعطيتيني امسك المصاري بمحلاتك"
......
اااااااه يا قهر
ريتها اخدت بهالكلام وعرفت تحلو قبل ما يصلوا لهون
لو كل الناس والتحقيقات اتهموا عيلة سنجقدار بطخ ابنها بكرها عزوتها
ما رح تصدّق
هي عارفة حد منهم اللي صابو
ولاد حكيم بتعرف شو همه
بضربوا بالوجه وما بفرعنوا بحضور حريمهم من خوفهم عليهم
لكن زريعتها بعملوها
وهي عارفة خباياهم
عارفة فيهم الشين اكتر من الزين
وانجاس وفيهم الدنايا
وكانت بالرص تمشيهم
اباحتلهم الوساخة ليمشوا تحت طوعها وما يشوهوا سمعة بعضهم
تبالأخر يوصلوا لهون
خلص
لا بدها تحكمهم ولا بدها تربيهم
باسم زوجها هج منها كرمالهم
لكنها هي هلأ مدركة هو كان احكم منها لما قلها سنتها
"بطلي هالعقلية القديمة هدول ما بمشيهم الكبير وما بقدر عليهم غير ربهم فَ هتخسري عمرك عشانهم وهمه ما بستاهلوا... اسم خيْلان مش تاج مشرّف بنحط ع الراس هدول اكرمك الله صرماي بالرجل ما بسووا وفرعون بدو افرعن منو ليمسكو جاهزة تكون هيك مالي محل عندك وجنبك فراقك بكون اشرف لإلي ولا عيش مع جبابرة جداد وحياتي للمرة مليون بذكرك هي اعز منكم كلكم فموت راضي ربي ولا موت وانا غاضب ربي عشان الصيت والشهرة والوجاهة والصورة قدام الخلايق وانسى قدرة وعقاب الخالق"
وهي ابدًا
ما استسلمت وحاولت تشد وترخي معاهم بالحبل ليمشوا ع ايقاعها وتحاول تخلي عيونها عليهم
بس عيونها شكلهم انعموا وما عرفوا يشوفوا ولا يبصروا الرح يجي
توبة واستغفر الله من اليوم والطالع
ما عاد في بيت عيلة وحمولة
ما عاد في حي ولا حارة خيْلان
هلأ كل حد يعيش ع كيفو
يتزوج مين بدو
يساوي شو بدو
ان لم تستحِ افعل ما شئت
هي بدها توصلهم بين بعضهم لمرحلة ابادة بعضهم
ما حضراتهم باقين بالدسدسة والسحورة شغالين ببعض
أول مرة كادت تفقد حفيدها بشار عشان ضرب رجال سنجقدار لإلو ع تحرشو بلجين
من ورا غيرة احفادها منو
وهلأ كادوا يقتلوا ابنها وحفيدها وأمو فجر
ع شي مش مفهوم
يبقى شو بستنوا ليقضوا عليهم وعليها؟!!!
هدول كيف باقين ساكتين عنها؟
وشاللي باقي يمنعهم عن تسميمها ولا قتلها؟!
صمت مخها
وما عاد في صوت داخلي عم ينطق عندها
رافعة راسها للسما ناطقة بعجز
"يا لطيف يا الله"
وانتفض وجهها بس لقت المطر عم ينصب ع وجهها واعية ع نفسها وحالها مع صوت الصرصار المصاحب للبرق
ماسحة دموعها وعابرة تصلي الفجر
وهي عازمة لشي جديد فتضغط ع ايدها العم تضغط عليها متذكرة تاخد دوا ضد الالتهاب كرمال جرح إيدها وتغير الشاش اللي عليه
لكنها ما قدرت تمشي اكتر من هيك حاسة رجليها ما عادوا شايلينها
لكنها كبْرت ودرت ع المكابرة وما تضعف لإنها لو ضعفت مين رح يحل محلها
من طفولتها ربت واعتادت تكون عمود البيت
هي كانت طفلة طيبة ما كان عندها حب التعلم ولا حب إنها تكون شي مميز بالحياة ولا حتى كان عندها جمال تحسد عليه
والفقر كان ينخر فيهم وكانوا همه العيرة ومعيار للناس
ونظراتهم لإلهم
ع فقرهم
فكانت تمقت هالنظرات وكرههم لإلها هي من بين كل اخوتها وخواتها بدون سبب بحجة هي ما فيها قبول
ويستمروا بالكلام عنهم بتقليل
رغم إنو الغنى ما كان شي متوفر عند الغالب
لكن المعظم يكون عندو قطعة ارض وحمار او بغلة تمشّي امرهم لإنو غالب يلي هون فلاحين مش مدنيين وفوق منهم يا عندهم اعاقات جسدية يا نصهم شهداء راحوا لأجل تحررهم من المستعمر الغربي
ورغم هالشي كانوا سيرة وحدوتة من ضيق المكان وجهل النسوان وبعض الرجال المتنسونة بالسياسة وفهم الاخبار
فكانت ترغب تكون متل يلي عم يناظروهم بعداء ودونية
من سخريتهم عليها وع لبسها ورجليها الحافين واللبس الرث المانو ع الموضة ومتل اللي بالافلام المصرية العم تنعرض بالسيما اللي مو قادرة تتخيلها لإنها ما قد طلعت من البلدة فكانت تحب تسمع كلام الاغنياء عندهم عنها وعن الافلام بس تروح مع امها الـكانت تروح تساعد خدمهم مقابل اجر بسيط فهي كانت تروح معاها مستمعة ومتفرجة ع اشياء جديدة لا تعد ولا تحصى لتنعزم بأحد الأيامات من بنت كانت تلعب معاها وحبتها من عيلة سنجقدار ع مولد اخوها...
وهي غير خجلانة امها هتكون تخدم هناك دام هدا باب رزقتهم
وما كان بالأصل يهمها شي لحظتها دام المهم تروح ويا سلام بس لقت عندها ثوب جديد امها جابتلها إياه غير فاهمة كرم بعض الناس إلا بعد ما راحت ع المولد وهي عم تلعب بالدمى بحماس كبير
واصلها تعليقات جارة عندهم
ماديتها عادية عم تعلق عليها ع سمعها وسمعهم: اتطلعي بنت الفقر لابسة ثوب بنت العمة رفقة انا خيطتلها اياه كتودد وبالأخير بشوفو ع بنت الخدامة يا حوينة تعبي هدي العبدة السمرا تلبسو بصراحة بقرف عليها وشوهت تعبي وفوق ما هو مقرف شوفي كيف قاعدة بتلعب...
~~~~ ييي صادقة حتى ابني ما بحب يشوفها ولا يلعب معاها يا حسره هدي مين بدو ياخدها عبدة ووجهها كامس ودايم موحل وايديها تراب وريحتها بتحسيها طبيخ~~~ ما هي القايمة بالبيت خواتها تزوجوا صغار وهي يلي بقت وشكلها هتضلها بوجه اهلها بايرة... مالها حظ...
ويضحكوا عليها مش واعين ع كسرة خاطرها اللي خلتها تطالع العالم بشكل مختلف عن قبل من هاللحظة
هي دايمًا همها تلبي شو أمرت من اهلها ولو شو ما سمعت ما بفرق عندها لكنها هلأ هي جاي ولابسة شي جديد غير دارية الفستان مانو من امها لكن ما همها حتى لو اجالها من غيرها
ربت ما تتكبر ع النعمة لو جت عندها دام الفقر مش عيب
لكنو العيب اللي همه عملوه
بفضل ابوها الـوعّاها وفهمها الفقر مانو عيب وهدا قدرهم
وفقير الاخلاق اعظم واشد من الفقر وفقدان الواحد للأكل والفلس
يا الله
هي جت هون وهي كانت شايفة العالم ما في احلى منو لكن بكلامهم وطلعتها من عندهم خلو فرحتها تنهار وهي ودها تقلهم: شوفوني لابسة اشي جديد وحتى متحممة ومتعطرة من عطر خيتي... والله حتى شعري عليه زيت معطر ومرتب... وحتى الحلق لبستني اياه امي... شوفوه حلو والله...
بس همه ما شافوا شي حلو فيها
مناظرة بناتهم اللي لبسهم اقصر منها وشعرهم منهدم او مقصوص كاريه ع الموضة
كلشي فيهم مختلف عنها هي حاطة وردة كزينة لشعرها بس همه حاطين اشياء ما تحلم فيها لإنو الجيبة فاضية... فبطنها وجعها واعية ع نظرة المجتمع اللي كل ما كبرت فيه كانت تسمع تكرار نفس الكلام عليها "قوية... جاهلة... بشعة سبحان ربها اللي حرمها القبول من وجهها" فتصمت لكنها مخبية ردها لإلهم للمستقبل بدعاءها يكون مستقبلها احسن من بناتهم... لتروح بعمر 11 سنة زوجة لباسم الجميل اللي متوفية مرتو من جديد معتقدة هترتاح لكن وين الراحة وعندها حماية لئيمة وخوات زوج جلفات وعندهم نعرة عالية وشغل سخرية ع مستوى عالي... متحولة من بنت طيبة صابرة لبنت باغضة كاره حاقدة ناقمة متعلمة فن الرد لكنها برعت اكتر بفن التجريح والتحقير واللي كان يمارس عليها مارستو ع غيرها...
وجابرة ولادها ع العرق الأبيض والاشقر بس وتكره تلمح حد متلها
وكرهها لملك من احدى اسبابو تذكيرها بماضيها
فتحس ودها تضل تجرّح فيها بدون ما تعمللها شي
فكرة هي كامسة البشرة متلها تخليها تصعر من جواتها رغم إنها ذلت اللي ذلها وردت حقها اضعاف مضاعفة لكنها ما هدت لإنها نست الأصل واعتادت ع الاطباع الجديدة من غرورها وكبرياءها ووساوسها
وتمضي السنين مش متأسفة ع شي لإنها ما درت وتعودت تراجع اللي فات
شي حصل وخلّص وانسى يا هوْدة أي شي بتعلق فيه اما اللي بتعلق بغيرها مستحيل اثم صعب مسحو من ثقتها بحالها وباللي عندها
لكنها لأول مرة بتحس هي لحالها
وما بقالها شي من طفولتها
حتى ع مكبرها لا احفاد ولا أولاد حولها هلأ
باكية بخوف
وحشة الروح بتخوّف أكتر من وحشة المكان
احمد ابنها كان عندها العالم بكبرو
احمد عندها هو رفعة ضهرها من لما حملت فيه
مين يصدّق هي تصير أم
يا الله يا رحمن يا رحيم تصير هي أم وهيه بعمر صغير شي مألوف عند الغالب في زمانها لكنها تكون ثرية هدا اللي مش متعاد وقتها
فشافت عز ودلال ع حملها لكن بعد ما خلفتو شافت جور وحرمان مع وفاة امها من رغبة حماتها لتسلبها ضناها الرضيع بتجويعها وتحكمها باكلها بجحة جسمها ما يخرب لكنها كانت بدها تجفف الحليب يلي عندها لينحرم ابنها من حليب صدرها الطبيعي وتاخدو هي تربيه
عنها وتكتفي هي بترباية ورضاعة اخوها طاهر يلي لو معنية ترضعو تسلمها احمد حفيدها وتنال مجدها وتعيش حياتها ع كيفها
لكن بحلمها
فاستوحشت عليها كرمالو وكانت مستعدة تهرب فيه ولولا عدالة باسم معاها ولا لكان طلقها او حتى دبحها ع تفكيرها بالهرب
لكنو حاول يمسك العصا بالنص ويخلي امو تعينها ع تربايتو
لكنها كانت تتملكو بدل ما تعنيها فيه
فتبكي محاولة الهرب عدة مرات مخلية باسم يفصلهم عن بعض ورغم هالشي بقت عينها عليه وع اخوتها اللي كانت تربيهم من بعد وفاة امها...
مكبرة الصراع بحرمانها حتى من أخوتها الكبار محاولة تزرع الشك والريبة بينهم
خايفة تفقد اخوتها العم تربيهم مع احمد ابنها
وهالخوف شو خلا اظافرها تطول وتخرمش بلا خوف مع مرور الزمن والمواقف الحادة
لحد ما رسمت حدودها معاها ومع الباقي
مطمئنة ع خلفتها العم تكبر وتزيد اكتر بدون ما تعطيهم قيمة دام في خدم تربيهم بالوقت اللي هي بتقضيه من مناسبة لمناسبة ورعاية الناس والفقراء لتكيد بالكل كرمال تنتقم من يلي بكيدولها وترعب اللي بفكروا يسيروا ع نهجهم للمغضبين معاها...
لأجل هيك كانوا باقي ولادها وبناتها مش بأهمية بكرها أحمد عندها
هو كبر تحت عينها وهي عندها قلب رقيق اتجاهو
اعطتو كلشي بتعرفو بكل بساطة
كان سرها وبيرها ومصدر فخرها وطلعتها بين الأوادم
كان جميل ذكي
الناس تحبوا
ومن خوفها عليه من العين ترقيه وتحصنو باستمرار
وحتى لما كبر تضلها تدعيلو من كل قلبها
ومن شدة دعاؤها ورضاها عنو الله اعطاه وفتحها بوجهو اكتر من كل أخوتو بعمر الشباب والناس تيجي تستشيرو من دهاؤو
فكان مفخرة لإلها ونجمتها المتألقة قدام الناس همه واخوتها
لكن الزمن وفعايلها هي والناس تفرقوا وما بقالها منهم غير أحمدها نجمتها عندها وجنبها وحولها لحد ليلة امبارح
فهل معقول يبقى معاها ولا رح يصيرلو شي
الدكتور قال حالتو خطيرة...
فتبكي بلا وعي منها منادية عليه هو وبشار ابنو اللي حملتو قبل منو بس انولد واختارتلو هالاسم وهي عم تبشرو: سميتك بشّار لإنك انتا هتكون بشّارنا وبشائرنا الحلوة الجاي وآية الرزق علينا بعد أختك ملك...
اي بشار واي بشائر حلوة بقتلهم
فـ
تحسّر وتعذّب قلبها ع الحالة اللي وصلتها
مو حاسة بالخدامتين وهمه عم يحاكوها
عقلها بذكرياتها مع أحمد
حاسة جواتها نار رح تحرقها
لكن لا وين تحرقها وهي مانها رادة حق احمدها
والله إلا تردو لو ع قطع رقبتها
هي ما بترك إلها حق برا بيتها
فشدت ع حالها ماسحة دموعها
مخططة تصلي بالأول وتدعي ربها نصرة لأحمد وابن أحمد اما الباقي ما في عليهم أسف
لكن قلبها حن ع أم بشار داعية لإلها
متصلبة محلها وهي عم تلمح تشقق الشمس واعية اليوم في دفن عندهم
في شد حيل وأحمد مانو جنبها
فتشد ع أعصابها حاسة رح تتمزق من الفكرة رافضة تبقى محلها
وتعطي مجال لغيرها يقوموا بالواجب عنها
وما لحقت تقوم إلا خدرت محلها بس وصلها صوت العم طاهر وهو عم ينطق بصوت جهوري: دسـتـور يـا ســتّـار!
فتحركت بعجلة غير مصدقة اخوها طاهر اجى
وبس شافت اللي جنبو انهد ضهرها
متخشبة محلها
غير مصدقة شوف عيونها التلاقت بعيون
المهاجرها المقعد ع الكرسي المتحرك
باسم زوجها
فاجة عيونها من مقلتها
واضطربت عروق جسمها راجفة لوهلة غير مصدقة شوفتو بنظر عينها مخيوب الرجى
فما عادت قادرة تمسك حالها ع طولها من شدة الصدمة وهولها عليها
متهاوية ع الأرض متل ريشة بمهب الريح
مدركة خلص انهار كل يلي بنتو ع حساب سنين عمرها العدت عليها بكل ضغط وحقد ومشاكل ومصايب ع أمل كلشي يكون متل ما بدها بالأخر
لكن طلع ظنها بالمستقبل الصار يومها هلأ مخالف للي عم ينظرها بكشفو عن انياب هاتكة جسدها بوحشية لا ترحم...
ناسية وغافلة الحياة مش مهم وين تصل فيها وشو تربح فيها
صحيح الحياة فانية والاعمار ما حد بعرف متى رح تتوفاها المنية لكنها مانها ذريعة لتدخل ركب المنافسين بكلشي مع الخلايق وتنسى في يوم عظيم قدام الله رح تشهد عليك اعضاءك والخلايق اللي ظلمتهم وقهرتهم وسلبتهم حلالهم وحقوقهم بحجة هيك صار معك فلازم تسويه بغيرك
ترى الحياة مانها الكيل بعشرة
ولو الكل فكر هيك صارت غابة الوحوش البشرية
وتفسّخ المجتمع وصار كلا يغني على ليلاه
وهي بالزبط فسخت وخيطت ع كيفها لتساوي ثوب تظهر فيه عيلتها بهالمجتمع وفق تصورها الظالم للبعض ومنصف للبعض الآخر أو بين ما بين
******
حاسة فيهم عم يرشقوها بالمية وعم يقيسوا ضغطها ويتكلموا فوق راسها المضغوط ناطقة من بين جدران حلقها المر الجاف: بـدي مـي!!!
وردت صمتت من تقل جسمها مش قادرة تقوم ولا حتى ترد تنطق كأنو الحيل منها تلاشى
رادة تنام ببيتها اللي صار خراب
وهي غير حاسة بزوجها باسم وهو بس عم يطالع بيوتهم الرطبة غير مصدّق المنظر يلي عم يشوفوا
منظر مهيب ومخيف سماء غاضبة وامطار واقفة وسور بيتو من عدة نواحي منهار وحالة المخازن الخلفية مروعة وهي شبه منسوفة
ودماء الاطفال ع الأرض وغير مساكنهم الجديدة المتطايرة ومدمرة جزء من بعض البيوت المسكونة...
وللأسف
الوضع بالأعلام والمواقع التواصل الاجتماعي مو معطي الشي حقو ومانهم مصورين كلشي من منع رجال آمنازر للوصول لكلشي للحفاظ ع سرية خيْلان وعدم شماتة الناس فيهم
مأشر للعم طاهر اللي حالو ما هو أحسن منو ليقرب منو وينزل ادنو لسمعو
هامسلو بفك ثقيل: دخّـ ..ـل دمْجر للـ ..ـموضوع...
العم طاهر هزلو راسو مأيدو بالقرار قبل ما يأشر بإيدو ليمشوا للمستشفى وياخدوا مرتو هوْدة لمكان آمن بعيد عن هون ع بيت اخوها أبو الحبيب
وهمه فاهمين منيح اللعبة العم تلتعب وحابين يطولوا احبالها شوي ليدمروا أهم علاقات بالبلد عم تخنق فيهم خنق آخر فترة فطلعوا بسيارة لوحدهم لكن الجدة هوْدة كانت بسيارة تانية مع خدامتينها فاصلينهم عنهم كرمال يعرفوا يتكلموا لوحدهم بحرية تامة معلق أبو الفضل بذهول: والله توقعنا يصير هالشي بصورة بشعة لكنها طلعت ارحم من ما احنا متوقعين... هدا مع تدخلنا وهيك صار كيف لو ما تدخلنا وحاولنا نهون الشرور علينا...
الجد باسم رطّب شفايفو بطرف لسانو مخبرو: هـدا لـعـين... وتنفس قبل ما يستكمل: مُخـتـل بـحــب يـعــ ــذّب الـحـ ـيـوانــات شــ ـو بـِـ ـدو يـطـ ـلـع مِـنـو...
العم طاهر تنهد بتأسف: آه وكم حاولنا معاه نحكي نفّهم وادوية وع الفاضي هدا حقيتو ينقتل من زمان... الله يخرب بيتو ع قد ما فلمنا هجينا من البلد من كتر ما كان يكون ورا الاشي بس يخلي ناس بالصورة تغطيه حتى قصة حريق سنجقدار الله يحرقو بجهنم إلهي كيف دلهم ع الفكرة... ولا هو كمان كان مراقب وهمه بحرقوا ساعتها بس لنداري عملتو لهالوسخ
صح ابننا غلط بس هدول مجانين اللي ردوا عليه والله سنة رعب كانت علينا... وكيف متل الحريمات اضطرينا نهرّب السفلة المجرمين من هالبلد عشان ما ننفضح وفوق منهم يعيشوا برا سرداحي مرداحي الابن والأب ع حسابنا لا بارك الله فيهم اللي همه مريضين اكتر من ابننا اللي كان ورا فضيحة بنتهم... يخرب بيتو ما بعرف من وين الناس بترتاحلو وبتخبروا اسرارهم وبتعبرو بيتهم
وهدا آمنازر طلع شنًا طبقة مزهق وراعب أهلو اللي مش عارفين يلموه ورامين التهمة علينا مش بدهم نربيه يلا يدفعوا هوهو شو دفعونا قبل فهلأ دورهم يدفعوا كل يلي اخدوه منا شبر شبر فلس فلس
ولا شي ناسي هو حد بنسى حلالو واللي تعب عليه...
الجد باسم هزلو راسو بتأييد باللي قالو ع فجأة ناطقلو العم طاهر: أنا حابب بصراحة قبل ما مر ع المستشفى مر عند بنتنا شوف حالها...
الجد باسم تنهد ناطقلو: دفــ ـعت هالـبـنـ ـت تـمـ ـن تـمـ ـسّك ابـ ـنـي بـهـ ـوْ دة مــر تـي!
العم طاهر بلع غصتو مخبرو: إنتا عارف لو قدرك عندي وحبي للبنت كان عيب علي لو تدخلت... ولولا سمعة ابن سنجقدار وقبولك فيه لإلها كان لو قتلوها ما فرق عندي خاصة دانة اللي صادعة راسنا وناوية تفضحنا وهوْدة تهويلها لتجيب آخرتها... كنا منتظرين كسرة أحمد ليرجع لأصلو ويبعد عن يلي مسمين حالهم شيوخ... بعدين الست دُرصاف "اسم مركب من دُر صاف" هدي دخولها صح لكن بتصرف اللي تحت إيديها غلط
المنيح
اللي لحقنا نحل كلشي المهم هلأ نمر عند بنتنا نتطمن عليها نشوف شو صار فيها بعد ما اخدوها ع المستوصف ما طمني أبو الحبيب متل ما اتفقنا إنو يرجعلنا بس تصل البيت عندو فحاسس هو مخبي شي عنا... دام هادي رفسنجانة الملعونة ما ردت كمان علينا...
الجد رمش بمعنى قلبي حاسس هيك كمان... وصمت مسبح بسرو ومفكر لبعيد بوين رح يروحوا باللي جاي وهدا "حطب جهنم" السيد نمر بس يخلصوا هدفهم الجايين عشانو لإنهم بعازتو بعدها رح ينفخوا عليه نفخة تردوا لورا سنين
وغمض عيونو حاسس بدو بس يرتاح
طريق السفر متعب من دبي لهون كرمال يوفق مع أهلو صحيح بطيارة خاصة اجى بس هو بحب يبقى بمكان واحد وفكرة رجوعو لهالديرة ما بحبها ولا بروقها لإنها ملعونة من أهلو ونسلو اللي عم يكبر فيها فما وعي إلا ع هزة أبو الفضل لإلو ليفتّح عيونو مدرك وصلو بيت أبو الحبيب فحرك كرسيه الحديث نازل من الدحلة اللي حطولو اياها لإنو ما بحب يعجْزوه ع الآخر ويحملوا كرسيه بكل مطرح
فتنفس مناظر بيت أبو الحبيب
اللي كان عبارة
عن بيت جميل من الحجر القديم متكون من طابقين وعلية
وحولو شجر ورود كثيفة معطي
تو جمال وهيبة
فطالع حولو الدنيا كانت ندية ورطبة والسما فيها سحب ملبدة رمادية لا تُبشر بخير فاستكمل بتحريك الكرسي طالعة الملعونة رفسنجانة تستقبلهم: أهلا بالعم باسم والعم طاهر...
الجد باسم حركلها راسو بخفة كرد تحية وتجاوزها بدو يدخل البيت وهو عم يسمع كلام العم طاهر معاها بلا تركيز منو: ما عم تردي علينا بسيطة يا ملعونة...
ورفع راسو بانزعاج بس لقى في درجة ع العتبة فوعي ع رجال وراه عم يرفعوه داخل لجوا مستاء من هالبيت الما في شي يسهل عليه اعاقتو بالتحرك لا هون ولا في بيتو اللي سعت الست هودة بتقصد حط درج فيه ككسرة لإلو
واجى الزمن كسرها بحد من جيشها المبسوطة فيه مدمر معظم تعبها
****
واعي ع صوت رفسنجانة: يا عم بتحب احضرلك الفطور أو حاجة تانية؟!
لا تانية ولا أولى رافعلها إيدو مأشرلها ع الغرف... ناطق عنو العم طاهر وهو عم يلمح الرجال مدخلين الجدة هودة ع احدى الغرف: وينها بنتنا؟!
ارتبكت رفسنجانة ما هي عارفة شو تقول
محاولة تداري الموقف بتعلثم: أ..أ~~
قاطعها العم طاهر بانفعال:
بقـلك وينها؟!
فركت ايديها ببعض مأشره ع الطابق التاني... فهم العم طاهر صار في شي فطلع لفوق فوراً مدور عليها بفتح الغرف بقوة لحد ما فتح باب الأخير لامحها موصولة بالمغذي وحالتها يرثى عليها ساحب تليفونو بسرعة رانن ع ابو الحبيب وهو عم يمشي لعندها ناطقلها: يابا ملك يابا عمري سامعتينا؟!
هي سامعة بس جسمها مكسر وحاسة معدتها واكتافها فيهم رضوض بس ليش مش عارفة وإذا بكت الوجع هيزيد حتى مع اخدها مسكن مو خافف عنها... فحس هيبكي ع حالها غير مصدّق شكل وجهها المتورم حاسس فوق حملو الاشي مع عدم رد أبو الحبيب عليه... فاجى بدو يقوم من عندها ليلاحق أبو الحبيب إلا بدخول الجد باسم عليهم وبقاء الحراس بعيد عنو فقرّب الجد منهم لكن العم طاهر توقف بوجهو راجيه: بلاش يا غالي سيب عنك الشوف مانك حمل شي...
اشرلو يبعد بنظرة حادة ما فيها مزح ولا مشانات
فبعّد وهو ودو يحرق ابو الحبيب ع عدم تخبيرهم شو صاير بالبنت... رادد متصل عليه وباعتلو رسايل لكن من وين الأخ أبو الحبيب بدو يرد عليه وهو قاعد مع الست دُرصاف عم يحاكيها بفزلكة: حد قلك تصدقي اللي عندك ما همه بعرفوا أختو منيح فكيف فكروا هو معنفها ولادنا كَذبوها للكذبة وغيرهم وهمه نفسهم صدقوها...
الست دُرصاف طالعتو ببرود مذكرتو: والله كانوا ناويين يدوقوه جماعتي الويل ونسيت أمرها مع الزمن فكنت ناوية احرمهم منها من ناحية الزوج والأب وشوفت لحظتها كيف دبحوا حالهم عليها الاتنين بعد ما وصلوها الموت... هدول همه البشر ما بعرفوا يقّدروا قيمة كلشي بوقتو... وعايشين بغفلة ناسين كلشي وارد للتغير... المهم هلأ بدي نمر الليلة ينجن... بدي اسمع مرتو تطلب الطلاق وخليه يدري عن حب آمنازر إلها عشان ينجن ويفكّر خلص تخلصت منو هتروح لعند صديقو الصدوق...
أبو الحبيب رفع فنجان قهوتو مخبرها: ما قلتلك أحمد هدا مانو غبي وصلني هو باقي مبدل اماكن البضايع ومبدل بضاعات بعض اخوتو بالمخازن تبعوني وهالاشي صار من يومين بالسر دليل هو واصلو شي وعارفو... لسا كيف لو دري ولد من ولادو ورا هدا الأثر العجيب...
الست دُرصاف انفجرت من الضحك هون: هههههههههه منطقتكم معروفة بالعقول ودايمًا الكبار حاطين عينهم عليكم
انتو علم وفهم وعبقرة ولا فوق منو جمال المظهر وجمال الطبيعة ومنطقة خصبة للزراعة وفيها خيرات كبيرة وفي اخبار بتقوّل اهتمام بعض الدول بهالمناطق عشان في تقارير وصلت لقوا فيها ثروات طبيعية... وانتا سيد العارفين بهالشي بحكم مخبرينك وتزوير الوثائق للي عنا بفضل علاقاتك المتنفذة ومعارفك...
أبو الحبيب ابتسم بمرار مخبرها: لولا تهمة المغضوبة هودة وزريعتها لإلي زمان كان ما دخلوا هالناس حياتي والله عملتها العاهة زيها نفعتني... المهم هلأ بعتيه لابن سنجقدار لمهمة عاجلة لبرا البلد زي ما اتفقنا عشان ما يشوف حالها للبنت؟!
الست دُر صاف رفعت حاجبها ببرود لتخبرو بعد صمت كم ثانية بكل ثقة: أكيد من لما رجالي خبروني هربت واخوتها برا كانوا هوب بعدتو مستعجل بعد ما خليتو يترك تليفونو وياخد بس شريحتو... واعطيتو جهاز للتواصل خاص بشغلنا وطلب نقل خواتو لعند معارفهم البدو...
يتبع ,,,,
👇👇👇

اللهم لك الحمد حتى ترضى وإذا رضيت وبعد الرضى ,,, اضف تعليقك